يرصد كثيرون ظاهرة الاستيقاظ في الساعة الرابعة فجراً بشكل متكرر، وهو وقت يراه البعض صدفة بينما يربطه آخرون بعوامل فسيولوجية ونفسية معقدة. يرى البعض أن هذه اللحظات المبكرة تتيح لهم الانفراد بالهدوء قبل إيقاع الحياة اليومية أو التفكير بعمق دون ضغوط. في المقابل يعاني آخرون من اضطرابات النوم التي تقتطع الراحة وتؤثر سلباً في الأداء اليومي. تُظهر التجربة أن الشخص نفسه يختلف في ردة فعله لهذه الساعة الزمنية حسب نمط حياته وعاداته اليومية.
الأسباب الأكثر شيوعاً للاستيقاظ فجراً
يعد الأرق واضطرابات النوم من أبرز الأسباب وراء الاستيقاظ عند الرابعة صباحاً، إذ يعوق السهر الطويل أو القيلولة الطويلة النوم العميق ويزيد احتمال الاستيقاظ المبكر. كما يؤثر التعرض المستمر للضوء من الأجهزة على تنظيم الإيقاع البيولوجي ويقلل من جودة النوم، ما يعزز احتمالات الاستيقاظ مع الفجر. يساهم ذلك في دورة من الاستيقاط المتكرر التي تترك أثرها على الطاقة والتركيز خلال النهار. يوضح الأخصائيون أن ضبط عادات النوم والبيئة المحيطة قد يساعد على تقليل هذه الظاهرة بشكل ملحوظ.
التوتر والقلق والاكتئاب من العوامل الشائعة التي ترتبط بالاستيقاظ المبكر، حيث ترتفع مستويات هرمون الكورتيزول وتزداد اليقظة بشكل غير مريح. تؤدي اضطرابات الصحة النفسية أحياناً إلى الاستيقاظ قبل الوقت المحدد وتخلق حلقة تعيق النوم وتفاقم القلق والأعراض. مع التقدم في العمر تقل كفاءة النوم العميق وتزداد احتمالية الاستيقاظ في ساعات مبكرة نتيجة لتذبذبات الإيقاع اليومي وإنتاج الميلاتونين. ترتبط هذه العوامل ارتباطاً قوياً بنمط نوم غير مستقر لدى فئة واسعة من الأشخاص.
تؤثر التغيرات الهرمونية، خاصة أثناء الحمل أو فترة ما قبل انقطاع الطمث، إلى جانب مشاكل الغدة الدرقية، بشكل مباشر في نوعية النوم وتكرار الاستيقاظ قبل بزوغ الفجر. تتيح بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وحاصرات بيتا ومدرات البول تقليل عمق النوم وتكرار اليقظة الليلية. كما أن التعرض المبكر للضوء في الصباح يحفز الدماغ على الاستيقاظ، وهو عامل بيئي يساهم في تحديد وقت الاستيقاظ. تساهم أنماط الحياة غير الصحية كقلة النشاط البدني ونظام غذائي غير متوازن وتناول الكافيين بشكل مفرط في المساء والجلوس الطويل في السرير دون نوم فعال في زيادة احتمال الاستيقاظ فجراً.
انخفاض سكر الدم أثناء الليل يوقظ الجسم نتيجة إفراز الأدرينالين والكورتيزول لإعادة التوازن. يساهم انقطاع النفس أثناء النوم في توقف التنفس عدة مرات خلال الليل، ما يستدعي الاستيقاظ لإعادة التنفس. وتساعد اضطرابات الإيقاع اليومي، خصوصاً عند المصابين بمتلازمة طور النوم المتقدم، في تفسير تكرار الاستيقاظ عند الفجر. تجمع هذه العوامل بين بعضها بعضاً لتؤدي إلى قلة النوم العميق واستمرار الاستيقاظ المبكر.
كيفية منع الاستيقاظ المبكر
تهيئة بيئة النوم تتضمن ضبط درجة حرارة الغرفة وتعتيم الستائر وتجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم وتوفير مرتبة ووسائد مريحة. النظافة النوم تشمل الذهاب للفراش في وقت منتظم وممارسة نشاط بدني منتظم وتناول غذاء صحي وشرب الماء بشكل كاف وتقليل الكافيين في المساء. التعرض للضوء الطبيعي في الصباح يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية وتثبيت نمط النوم. كما أن تعديل الجدول اليومي تدريجيًا ليتناسب مع وقت الاستيقاظ الجديد يمكن أن يحافظ على ساعات النوم الضرورية دون نقص.
متى يجب استشارة الطبيب
إذا استمر الاستيقاظ المبكر بشكل مزمن ورافقه إرهاق شديد، ضعف التركيز، تغيّر المزاج، أو مشاكل صحية أخرى، يُنصح بمراجعة الطبيب أو أخصائي النوم لإجراء فحص وتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب. قد يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني وربما دراسة للنوم أو اختبارات أخرى للمساعدة في تحديد السبب وتحديد العلاج الأنسب. تساعد نتائج التقييم في وضع خطة علاجية تهدف إلى تحسين نوعية النوم وتقليل عدد الاستيقاظ المبكر.
لماذا أستيقظ في نفس الوقت كل ليلة؟
قد يعود السبب إلى اضطراب في الساعة البيولوجية أو عوامل وراثية وبيئية تؤثر في توقيت النوم والاستيقاظ. كما أن وجود التوتر ونمط الحياة والعوامل البيئية، مع التقدم في العمر، يفسر تكرار الاستيقاظ في وقت محدد. هذه العوامل تتفاعل لتكوين نمط نوم متكرر لدى كثير من الأشخاص.
ما هي فوائد الاستيقاظ المبكر؟
يمكن أن يوفر الاستيقاظ في وقت مبكر مساحة للتركيز والرياضة أو متابعة الهوايات، شرط أن يتم الحصول على نوم كافٍ في الليل. يتيح نطاق الوقت قبل بداية اليوم إنجاز مهام مبكرة وتخطيط اليوم بصورة هادئة. ومع ذلك تبقى الفائدة مرتبطة بجودة النوم الإجمالية وقدرة الفرد على الحفاظ على روتين صحّي.
كيف يمكن العودة للنوم بعد الاستيقاظ؟
يمكن التنفس العميق وتجنب النظر إلى الساعة أو الهاتف للمساعدة في العودة للنوم. كما يسهم الحفاظ على هدوء الغرفة وخلق أجواء مريحة في تسريع النوم من جديد. يُفضل استعادة روتين نوم هادئ وتجنب الأنشطة المثيرة قبل المحاولة التالية للنوم.


