يعاني كثير من الناس من طنين الأذن وهو سماع صوت داخلي دون وجود مصدر خارجي واضح. يعرف غالباً بأنه رنين، لكنه قد يظهر كأزيز أو نقر أو صوت صفير. وتنتشر هذه المشكلة عالمياً وتؤثر في مختلف الأعمار وتظهر أعراضها غالباً عندما تكون البيئة هادئة، وقد يشتد الصوت ليلاً. وفي كثير من الحالات تتحسن الحالة مع مرور الوقت، إلا أن بعضها قد يستمر ويؤثر على جودة الحياة.
الأعراض الشائعة
قد يسمع المصاب صوت رنين أو هدير أو صوت نقرة أو صفير، وقد يختلف الصوت بين الأفراد. قد يكون الصوت مستمراً أو متقطعاً، ويمكن أن يتغير عندما يحرك الشخص رأسه أو عينيه أو رقبه في لحظات معينة. قد يُسمى هذا النوع أحياناً بالطنين الحسي الجسدي عندما يتغير الصوت بتغير الوضعيات.
الأسباب وعوامل الخطر
أكثر الأسباب شيوعاً هي التعرض المستمر لضوضاء عالية وفقدان السمع المرتبط بالسن أو بالضوضاء. قد تسبب بعض الأدوية طنين الأذن خاصة إذا تجاوزت الجرعات الموصى بها، كما تشمل أمثلة هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وبعض المضادات الحيوية وأدوية السرطان. يمكن أن يؤدي انسداد قناة الأذن بالشمع أو وجود سوائل في الأذن أو عدوى إلى ظهور الطنين. قد ينتج عن إصابات الرأس أو الرقبة تلف في الأذن أو العصب السمعي أو مراكز الدماغ المسؤولة عن معالجة الصوت.
وتوجد أسباب أقل شيوعاً مثل التكيف مع تغير ضغط الهواء في الأذن ومشاكل مفصل الفك وأورام العصب السمعي. وتشتمل أيضاً اضطرابات الأوعية الدموية وأمراض مزمنة مثل السكري والصداع النصفي وأمراض الغدة الدرقية وفقر الدم والتصلب المتعدد. أحياناً يظهر الطنين بلا سبب واضح.
لماذا يصدر الدماغ هذه الأصوات
يفسر عدد من الخبراء أن الطنين يمثل تلفاً في الأذن الداخلية يؤثر على الإشارات الدماغية وأن القشرة السمعية قد تكون موضع الإنتاج لهذه الأصوات الوهمية. كما تشير الأبحاث إلى أن أجزاء الدماغ المسؤولة عن الانتباه والعواطف تلعب دوراً في كيفية إدراك المصاب للطنين وربما يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقم الأعراض. وبالتالي قد يزداد الإزعاج عندما يكون الشخص متوتراً أو قلقاً.
التشخيص
يبدأ التقييم غالباً من فحص عام يهدف إلى اكتشاف وجود شمع الأذن أو علامات عدوى، ثم يوصى بزيارة اختصاصي أنف وأذن وحنجرة. يقوم أخصائي السمع بإجراء اختبار سمع وتقييم وجود الطنين وتحديد إذا كان النبضي أو مرتبطاً بعلامات مقلقة أخرى. في حالات الطنين النبضي مع أعراض مقلقة قد يلجأ الطبيب إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للمساعدة في التشخيص.
خيارات العلاج
لا يوجد علاج نهائي لطنين الأذن، لكن يمكن تطبيق عدة استراتيجيات لتخفيف الأعراض والتمكن من التعايش مع الوضع. تشكل العلاجات الصوتية أحد المسارات الأساسية وتشتمل على مولدات صوت أو تطبيقات هاتفية وتضخيم الصوت بمساعدة أجهزة سماعية. كما يمكن الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي وتدريبات إعادة التأهيل لمساعدة المصاب على إدارة التوتر والقلق والتكيف مع الصوت المستمر.
قد يصف بعض الأطباء أدوية للمساعدة على النوم وتحسين المزاج في حالات محددة، لكن لا توجد أدلة كافية تدعم فاعلية المكملات الغذائية لعلاج الطنين. لا يعتبر ذلك خياراً لعلاج السبب وإنما لتخفيف الأعراض المصاحبة. يعتمد القرار على تقييم الطبيب للحالة وفقاً للحاجة الفردية.


