عقد مجلس الأعمال المصري الأوكراني اجتماعًا حضره عدد من رجال الأعمال المصريين ونظراؤهم الأوكرانيين، وشارك فيه السفير الأوكراني بالقاهرة ميخايلو ناهورني. ناقش الاجتماع آليات تفعيل المجلس وتنسيق لقاءات ثنائية بين الشركات المصرية والأوكرانية بهدف تعزيز التعاون التجاري والاستثماري. أكد المشاركون أن هذه الجلسة خطوة عملية لإعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتوسيعها في ظل التحديات الراهنة. خرج الاجتماع بتوجيهات واضحة لإطلاق منظومة تعريفية بالفرص الاستثمارية وتحديد مسارات التعاون في قطاعات استراتيجية.

إطار الاجتماع وتفعيل المجلس

تقرر تفعيل مجلس الأعمال المصري-الأوكراني وتنسيق لقاءات ثنائية منتظمة بين الشركات من البلدين، بهدف تعزيز الحوار التجاري وتحفيز الشراكات المحتملة. شدد المجتمعون على ضرورة تطوير منصة إلكترونية تعرض الفرص الاستثمارية وتسهّل التواصل بين رجال الأعمال والمستثمرين، مع وضع آليات متابعة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. أشار السفير إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوكرانيا قوية وتاريخية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مبادرات إضافية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.

أكد أن الحرب لم تغيّر هوية أوكرانيا ودولتها، وأن نهاية النزاع ستفرض أولوية إعادة إعمار أوكرانيا وتوسيع أطر التعاون الاقتصادي مع مصر. أشار إلى وجود فرص كبيرة أمام الشركات المصرية في مجالات الإعمار والبنية التحتية والطاقة والزراعة، بما يسهم في دعم سلاسل التوريد والفرص الاستثمارية. كما أشار إلى تقديرات الخسائر الكبيرة التي قد تصل إلى نحو 600 مليار دولار، ما يجعل التعاون الاقتصادي مع مصر أكثر أهمية في المرحلة المقبلة.

محاور التعاون والقطاعات المستهدفة

أعرب المهندس جمال العجيزي عن ترحيبه بالوفد الأوكراني المشارك من غرفة التجارة والصناعة ورئيسة الجانب الأوكراني كاترينا سبيفاكوفا، وأكد أن القاهرة استضافتهم اليوم في أجواء إيجابية. لفت إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت نموًا مستمرًا منذ استقلال أوكرانيا عام 1992 وتأسيس المجلس عام 2006، ثم توسعت لتشمل قطاعات جديدة وتفتح آفاق أوسع. أوضح أن اندلاع الحرب أوقف نشاطات مؤقتًا، إلا أن أوكرانيا استعادت قدراتها التصديرية، خصوصًا في القطاع الزراعي من حيث الحبوب والزيوت، وسط تحديات الحرب المستمرة. أشار إلى أن اجتماع اليوم يمثل فرصة استراتيجية لتوسيع مجالات التعاون ومعالجة التحديات، مع تأكيد الاستعداد المصري للمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا بمجرد توفر السلام والاستقرار.

أعلن المهندس مصطفى النجاري، رئيس لجنة الزراعة والري بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن العلاقات المصرية-الأوكرانية راسخة وتستند إلى تعاون طويل الأمد في مجال الأمن الغذائي. أكد أن أوكرانيا تعد من الشركاء الرئيسيين في تلبية احتياجات مصر من السلع الغذائية الأساسية، وخاصة القمح والذرة والزيوت، في ظل اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية. وأضاف أن التحديات الدولية تتطلب تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات في المجالات الزراعية والتقنيات المرتبطة بالجودة ومكافحة الآثار المناخية. شدد على متابعة اللجنة العليا للمحاصيل الاستراتيجية ومراقبتها لأهم 14 سلعة استراتيجية وتحديث آليات العمل بما يخدم أمن البلدين الغذائي.

تصريحات ومواقف القادة والآفاق المستقبلية

أشار فاروق ناصر، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إلى أن اللقاء مع الشركات الأوكرانية في القاهرة يحمل إشارات إيجابية ويمهد لاستعادة العلاقات السياحية المتينة. أشار إلى أن قطاع السياحة كان من أبرز القطاعات استقبالًا للسياح الأوكرانيين، وإن انخفاض أعداد السائحين خلال الحرب يتطلب العودة السريعة للحركة السياحية. لفت إلى أن التحولات الاقتصادية وتراجع قيمة العملة المصرية تجعل مصر وجهة سفر فاخرة وبأسعار معقولة، مع عروض سياحية تجمع بين الثقافة والتاريخ والطبيعة. كما ذكر أن هناك جهودًا لتمويل الرحلات السياحية، بما في ذلك مبادرة مقايضة اقتصادية عبر استيراد القمح والذرة من أوكرانيا مقابل تسهيلات سفر موظفي الشركات الأوكرانية إلى مصر وفق اتفاقات وعقود.

أشارت فالريا زاباشتا الأمين العام للجانب الأوكراني في المجلس إلى جاهزية الوفد للعمل والتعاون الاقتصادي مع مصر، فيما يواصل اقتصاد بلادها الحركة رغم التحديات الناتجة عن الحرب. أوضحت أن مصر بقيت شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا لأوكرانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن حجم التجارة الثنائية بلغ نحو 1.5 مليار دولار حتى الآن في عام 2025. أكدت أن التعاون يمتد إلى مجالات متعددة تشمل الزراعة والصناعات الغذائية والتصنيع الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والابتكار الدفاعي، إضافة إلى البنى التحتية والطاقة والسياحة. وأشارت إلى أن الاجتماع يحمل رمزية خاصة بمناسبة مرور عشرين عامًا على توقيع مذكرة تفاهم، وأن الجانب الأوكراني يخطط لتجديدها كخطوة نحو تعزيز العلاقات.

شاركها.
اترك تعليقاً