توضح استشارية الصحة النفسية أن الحوار الهادئ والواضح مع الأطفال يساعدهم على الشعور بالاطمئنان واستعادة الثقة بالعالم المحيط بهم. وتؤكد أن ما يقوله الأهل يجب أن يكون موجزاً ومناسباً لعمر الطفل، وبعيداً عن التفاصيل القاسية. كما تبرز أن الأطفال بحاجة إلى معرفة أن هناك من يحميهم وأن هناك خطط جاهزة للتعامل مع الطوارئ. وهذا كله يعزز شعورهم بالأمان والاستقرار في ظل عالم سريع الإيقاع ومليء بالمعلومات المتدفقة.
صور الخير ومساعدة الآخرين
يُفيد من ملاحظة الطفل أن هناك دائماً أشخاصاً طيبين يساعدون الآخرين في الأوقات الصعبة، وهذا يعزز شعوره بالأمان. وتوضح الاستشارية أن شرح كيفية تعاون الناس لإنقاذ المصابين وتقديم الدعم يبيّن أن الخير ما زال موجوداً وأن الأحداث السيئة ليست نهاية العالم. كما تنبغي الإشارة إلى أن اللغة يجب أن تكون بسيطة ومناسبة لعمر الطفل حتى تكون الرسالة مفهومة. وتُبرز أهمية شبكة دعم تشمل المعلمين والمديرين في المدرسة وأقارب وجيران وأصدقاء مقربين يمكنهم تقديم المساعدة عند الحاجة.
الهدوء أساس الحياة
تؤكد المتخصصة أن الحياة بطبيعتها أكثر هدوءاً من الفوضى وأن الأيام الآمنة أكثر من المخيفة. وعندما يواجه الطفل موقفاً مخيفاً، يمكن طمأنته بأن هذه الأحداث لا تحدث باستمرار وليست جزءاً من حياته اليومية. لا يحتاج الأطفال إلى معرفة كل التفاصيل، بل إلى شعور بالأمان والطمأنينة وثقة بأن الكبار موجودون لحمايتهم وتوجيههم. ثم يتعلم الطفل أن الأحداث ليست سطوة عليه وأنه يستطيع الاعتماد على الكبار في التصرف المناسب.
خطط حماية الكبار
توضح الاستشارية أن الطفل يحتاج إلى معرفة أن الكبار لديهم خطط جاهزة للتعامل مع الطوارئ وأنهم لن يتركوه وحده في مواجهة الخطر. وهذا الإحساس يعزز لديه عدم تحمل المسؤولية الزائدة ويخفف عنه الضغط لأنه يدرك دوره الأساسي وهو البقاء قرب الكبار واتباع تعليماتهم. كما أن الاطمئنان بأن هناك من يرعاه ويهتم به يخفف مخاوفه ويساعده على التكيف مع أي موقف صعب. على ذلك، يتركز الحوار معه على الإسناد والتوجيه لا على التهويل أو الاستقصاء غير الضروري.
دائرة أمان أوسع
ترى الاستشارية أنه من المفيد أن يعلم الطفل أن هناك أكثر من شخص يمكنه الاعتماد عليهم عند الحاجة، مثل المعلمين والمديرين في المدرسة وأقارب وجيران وأصدقاء مقربين. وجود شبكة دعم واسعة يعزز الشعور بالأمان المستمر ويقلل من الشعور بالخوف في المواقف الصعبة. كما يجب أن يفهم أن الاتصال بمساندين متعددين يحافظ على استقراره النفسي ويجنب الاعتماد على جهة واحدة فقط. وبذلك يصبح للطفل إطار أمني يمكنه الاعتماد عليه أثناء مواجهة أي موقف صادم.


