شهدت الأقصر اليوم الأحد حدثًا أثريًا فريدًا. أعلن وزير السياحة والآثار شريف فتحي رفع تمثالي الملك أمنحتب الثالث بعد ترميمهما وإعادتهما إلى مكانهما الأصلي في صرح الثالث بمعبد ملايين السنين. وتولى مراسم الإزاحة والافتتاح حضور الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار، إضافة إلى عدد من قيادات المجلس والخبراء. وكرمت الدكتورة هوريج سوروزيان مديرة المشروع تقديرًا لإسهامها في إنقاذ المعبد وإعادة التمثالين إلى مجدهما.

تفاصيل التمثالين ورفعها

يبلغ ارتفاع كل تمثال بين 13.6 و14.5 مترًا ويجسد الملك جالسًا مرتديًا غطاء الرأس «النمس» والتاج المزدوج، مع تماثيل الملكات والأميرة إيزيس. وتبرز في بعض العناصر ألوان أصلية ما زالت ظاهرة على العرش وتفاصيله المعمارية، وهو ما يعكس أصالة العمل. ويأتي هذا الإنجاز ضمن مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ عام 1998 بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة وبتمويل من برامج عالمية. وشمل المشروع ترميم التماثيل واكتشاف نحو 280 تمثالًا للإلهة سخمت وأجزاء معمارية، إضافة إلى رفع تماثيل ملكية عند بوابات المعبد وتنفيذ نظام لخفض منسوب المياه الجوفية لحماية الموقع.

خلفية المشروع وأهدافه

يعبِّر هذا الإنجاز عن استمرار جهود مصر في الحفاظ على تراثها الأثري العالمي وتعزيز مكانة الأقصر كوجهة ثقافية بارزة على المستوى الدولي. وأكد المسؤولون أن العمل يعكس التزام الدولة بالحفاظ على التاريخ وإحياء الإرث الحضاري المصري. كما يُبرز التعاون المصري-الألماني نموذجًا ناجحًا للعمل الأثري المشترك وتنسيق الجهود الدولية للحماية والترميم. ويؤكد المشروع أن إدارة الموقع تتخذ إجراءات فعالة للحد من مخاطر المياه الجوفية وتوفير حماية مستدامة للآثار.

شاركها.
اترك تعليقاً