تؤكد الدراسات أن الحفاظ على الحركة لا يفيد الصحة البدنية فحسب، بل يساعد في تقليل مخاطر عدة أنواع من السرطان. كما يحد من مشاكل صحية أخرى ويعزز جودة الحياة. لا يشترط الأمر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو الانخراط في سباقات كبيرة؛ فحتى الأنشطة اليومية كالمشي أو الأعمال المنزلية تساهم في ذلك. تتحسن أجهزة الجسم لدى الاستمرار في الحركة وتكرارها بشكل منتظم.

ما هو النشاط البدني؟

يشمل النشاط البدني أي حركة تستخدم فيها عضلاتك وتزيد من استهلاك الطاقة مقارنة بالجلوس. يتضمن ذلك المشي، الجري، السباحة، تنظيف المنزل، وممارسة التمارين، وتُقَيَّم غالباً بمقياس يسمى معدل الأيض (MET). تصنَّف الأنشطة عادةً إلى خفيفة ومتوسطة وشاقة، وكل حركة تعتبر نشاطاً مفيداً للصحة. بالتالي فإن أي نشاط يتكرر وتزايد فيه الجهد يساعد في تعزيز اللياقة والوظائف الحيوية.

كيف يقي النشاط من السرطان

تشير البيانات إلى أن النشاط البدني المستمر يقلل خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. وتظهر الأرقام انخفاضاً في مخاطر سرطان المثانة بنحو 13-15%، وسرطان الثدي بنحو 12-21% لدى النساء النشيطات. كما يلاحظ انخفاض نسب سرطان القولون بنحو 19%، وسرطان بطانة الرحم بنحو 20%، وسرطان المريء بنحو 21%، إضافة إلى انخفاض مخاطر سرطان الكلى بنحو 12-23% وسرطان المعدة بنحو 19%. ويوجد دليل على تقليل خطر سرطان الرئة، مع وجود تأثير قوي لعادات التدخين في تحديد الخطر.

مقدار النشاط المقترح

تنصح الإرشادات بممارسة نشاط بدني متوسط لمدة 150-300 دقيقة أسبوعيًا، أو 75-100 دقيقة من النشاط الشديد أسبوعيًا، أو ما يُقابل ذلك من مزج النوعين. ويُضاف إلى ذلك تمارين تقوية العضلات مرتين على الأقل في الأسبوع، مع إضافة تمارين التوازن إذا كنت من فئة كبار السن. وأي حركة بدنية تفوق الاستراحة تفيد الصحة، ويمكن تقسيمها على مدار اليوم لتصل إلى الهدف. يتركز الهدف على الاستمرارية والتدرج في الجهد وفق القدرة الشخصية.

النشاط البدني للمتعافين من السرطان

يمكن لمعظم المتعافين من السرطان ممارسة الرياضة بأمان؛ فالحركة المنتظمة تخفف القلق والاكتئاب والإرهاق وتُحسن جودة الحياة. وتوجد أدلة على أن النشاط البدني يساعد في تعزيز معدلات الشفاء من بعض أنواع السرطان مثل الثدي والمناطق الأخرى، بحسب الحالة الصحية للمريض. ينبغي على المتعافين استشارة الطبيب لتحديد المستوى المناسب من النشاط وتعديل البرنامج وفق حالتهم الصحية. وتظل الاستجابة الآمنة للرياضة خلال فترة التعافي مسؤولية الطبيب والمختصين لتجنب أي مضاعفات وتأكيد الفوائد الصحية.

شاركها.
اترك تعليقاً