تؤكد تقارير صحية أن بعض المكملات الغذائية قد تضر الكليتين بشكل صامت، حيث لا تصدر الكليتان إشارات استغاثة في البداية. فهما تعملان كمرشحات طبيعية للجسم وتستمران في إزالة الفضلات والفيتامينات الزائدة والمعادن وحتى المركبات النباتية من الدم. عند الإفراط في تناول المكملات، خصوصاً بجرعات عالية أو لفترات طويلة أو بتراكيب غير مناسبة، قد تتعرض هذه المرشحات للإرهاق وتتعرض أنسجة الكلى للضرر المباشر. كما قد يؤدي ذلك إلى تراكم معادن مثل البوتاسيوم والفوسفور وكذلك معادن ثقيلة داخل الكليتين.

المكملات العشبية ليست آمنة دائمًا

تُفهم من أن مصطلح “طبيعي” ليس دائماً دليلاً على الأمان، فبعض المكملات العشبية قد تضر الكلى خاصة تلك التي تستخدم في التخسيس أو إزالة السموم أو تعزيز الصحة النسائية. فبعض الأعشاب التي تحتوي على حمض الأريستولوشيك قد تسبب ندَبًا خطيرًا في الكلى وتزيد مخاطر الإصابة بسرطان المسالك البولية عند بعض الاستخدامات. كما رُبطت بعض العلاجات التقليدية بمشكلات كلوية حادة أو تلف طويل الأمد عند استخدامها أكثر من الشهور أو السنوات دون إشراف طبي. وحتى لو بدا الشخص بصحة جيدة، فإن تناول كميات كبيرة من هذه الأعشاب من مصادر غير موثوقة قد يكون محفوفًا بالمخاطر لأن كمية المادة الفعالة على العبوة قد تكون مبهمة.

أمان الفيتامينات وتقوي المناعة

قد تبدو الفيتامينات آمنة، غير أن الجرعات العالية والفيتامينات الذائبة في الدهون قد تتراكم في الجسم وتجهد الكليتين دون أن تشعر. تحتوي بعض مكملات تقوية المناعة أو الفيتامينات المتعددة على معادن إضافية أو مستخلصات عشبية أو آثار معادن، ويعني تناول عدة أنواع منها معًا إرهاقًا إضافيًا للكليتين. ليس بالضرورة أن يكون المزيد هو الأفضل، فحتى الكليتين السليمتين قد تتعبان في ظل الاستخدام المفرط للجرعات العالية. يحتاج مرضى القصور الكلوي المزمن إلى توجيه ومراقبة دقيقة عند التفكير في مثل هذه المكملات.

مكملات الأداء الرياضي

تنتشر مساحيق البروتين والكرياتين ومكملات ما قبل التمرين في الصالات الرياضية وتساعد على بناء العضلات، لكنها قد تجهد الكليتين في حال أسرفت في استخدامها خصوصًا عند وجود داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ضعف وظيفة الكلية. يُعتبر الكرياتين غالبًا آمناً عند الجرعات الطبيعية، لكن الجفاف أو الجرعات العالية جدًا أو وجود مشاكل كلوية سابقة قد يجعل استخدامه خطير. كما أن مساحيق الأداء تحتوي في بعض الأحيان على كافيين ومنشطات ومركبات أخرى تؤثر في ضغط الدم وتوازن السوائل، مما يفاقم عبء العمل على الكلى. هناك حالات موثّقة لتعرض أشخاص لمشكلات كلوية نتيجة خلط مكملات غذائية متعددة أو استخدام ستيرويدات أو تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مع مساحيق البروتين.

علامات تحذيرية

تشير علامات تحذيرية إلى وجود مشكلة كلوية مثل تورم في القدمين أو الكاحلين أو الوجه، وبول ذو رغوة أو تغير في وتيرة التبول مع أحيان وجود دم. كما قد يظهر إرهاق شديد وغثيان وفقدان شهية وضيق في التنفس وارتفاع ضغط الدم الجديد. وتتضمن إشارات أخرى احتمال ظهور ضيق في التنفس بشكل ملحوظ عند بذل الجهد. في حال ملاحظة أي من هذه الأعراض يجب التواصل مع الطبيب فوراً وعدم الانتظار.

كيفية حماية كليتيك

لا يعني وجود المكملات ضرورة التخلي عنها، وإنما يجب توخي الحذر. أخبر الطبيب أو الصيدلي عن كل مكمل عشبي أو مسحوق رياضي تتناوله، وتجنب المنتجات التي تحتوي على حمض الأرستولوشيك أو خلطات غامضة من علامات تجارية غير موثوقة. التزم بالجرعات الموصى بها وتجنب خلط منتجات متشابهة وابتعد عن الادعاءات بجرعات ضخمة أو نتائج سريعة. حافظ على رطوبة جسمك مع الاهتمام بتوازن السائل عند تناول البروتين أو الكرياتين، وأجر فحوصات دورية للكلى إذا كنت تستخدم المكملات لفترات طويلة وبكثرة.

شاركها.
اترك تعليقاً