يصيب الصداع النومي أشخاصًا بشكل نادر، ويوقظهم من النوم في منتصف الليل بلا سبب واضح. عادة ما يظهر بعد سن الخمسين وتكون النسبة أعلى بين النساء مقارنة بالرجال. لا يظهر أثناء الاستيقاظ بل يرتبط تحديدًا بمرحلة النوم العميق أو نوم حركة العين السريعة REM. يرى الباحثون أن السبب حتى الآن غير معروف، وتطرح تفسيرات تتعلق بخلل الإيقاع اليومي لهرموني الميلاتونين والاستجابة الوعائية في الدماغ أثناء النوم.

الأعراض المميزة

تظهر النوبة بشكل متكرر يوقظ المصاب من النوم في منتصف الليل، وغالبًا ما تتكرر ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًا. يمتد الألم عادة من 15 دقيقة إلى أربع ساعات، وقد يكون نابضًا أو مضغوطًا في جهة واحدة من الرأس أو يشمل الرأس كله. يصاحبه أحيانًا غثيان أو رغبة في التقيؤ، وحساسية مفرطة للضوء والصوت، ودموع في العين أو احتقان في الأنف. يلاحظ بعض المرضى أن وقت حدوث الألم يظل ثابتًا تقريبًا كل ليلة، ما يدعم فكرة ارتباطه بخلل الساعة البيولوجية.

الأسباب والآليات

لا يوجد سبب محدد مؤكد، لكن يربط بعض الباحثين النوبة بنشاط غير عادي في مناطق الدماغ المسؤولة عن إدراك الألم. كما قد ترتبط بتقلب مستويات الميلاتونين أو تفاعل الأوعية الدموية في الدماغ أثناء النوم. يرى البعض أن العوامل الدوائية مثل الليثيوم أو الميلاتونين الصناعي قد تؤثر في الوقاية؛ لكن الأدلة ليست حاسمة.

التشخيص الطبي

يستخدم الطبيب فهم التاريخ الطبي لتحديد نمط النوبات وتوقيتها. ثم يطلب فحوصات لإقصاء أسباب أخرى مثل وجود ورم أو جلطات. تشمل هذه الفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية وتقييم النوم باستخدام دراسة نوم. كما يجري الطبيب فحوص دم للبحث عن التهابات أو اضطرابات هرمونية.

العلاج والوقاية

ويمكن أن يساعد اتباع علاج بسيط في تقليل وتكرار النوبات، فينصح الطبيب بتناول كمية صغيرة من الكافيين قبل النوم بنحو 40 إلى 60 ملغ. قد يوصي الطبيب باستخدام كربونات الليثيوم ضمن جرعات محددة وتحت إشراف طبي. كما يوصى بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية في بعض الحالات لتحسين الألم. ويساعد الميلاتونين كمكمل على تحسين النوم وإعادة ضبط الساعة البيولوجية.

متى تستشير الطبيب

استشر الطبيب إذا استيقظت ليلاً بسبب الصداع أكثر من مرة في الأسبوع، أو إذا حدثت النوبات في وقت ثابت تقريبًا كل ليلة. قد تتشابه أعراض الصداع النومي مع أمراض الدماغ أو اضطرابات النوم الأخرى، لذا يحتاج الطبيب إلى تقييم دقيق لاستبعادها. احرص على الإبلاغ عن أي أعراض مصاحبة مثل تشوش الرؤية أو ضعف في طرف من الجسم أو تغير في مستوى اليقظة. يؤكد الخبراء أن العلاج المبكر والمتابعة المنتظمة يساعدان في تقليل النوبات وتحسين جودة النوم.

شاركها.
اترك تعليقاً