توضح الدراسات أن روتين الصباح الثابت قد يؤثر لاحقًا في مستويات فيتامين ب12. ويُعد فيتامين ب12 ضروريًا لإنتاج الطاقة وصحة الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم الحمراء. ومع أن الجسم يخزّن كميات محدودة منه على المدى الطويل، قد يؤدي خلل بسيط في الامتصاص أو زيادة الفقد عبر الزمن إلى نقص تدريجي. ومع مرور الوقت، قد يسبب النقص تعبًا وضعفًا ومشاكل ذاكرة وأعراض أخرى متصلة بنقص فيتامين ب12.
شرب القهوة والشاي مبكرًا
تشير دراسات شملت أكثر من 10,000 من البالغين إلى أن من يشربون أربعة فناجين قهوة أو أكثر يوميًا لديهم تركيزات أقل من فيتامينات ب في البلازما مقارنةً بمن لا يشربون القهوة. كما وجدت دراسة أخرى أن استهلاك القهوة يرتبط بتراجع مستويات ب12 والفولات في البلازما، خاصة مع الاستهلاك المتكرر. يعود ذلك إلى مركبات القهوة التي قد تعيق امتصاص فيتامين ب12 وتؤدي إلى زيادة فقدانها عبر البول بسبب تأثير مدر للبول بسيط.
تناول مضادات الحموضة في الصباح الباكر
عادة شائعة لكنها قد تكون ضارة بشكل غير متوقع هي الاعتماد المتكرر على مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون لتهدئة الارتجاع أو اضطرابات المعدة. وتُظهر الدراسات أن تقليل حموضة المعدة مع الاستخدام المزمن لهذه الأدوية قد يقلل قدرة الجهاز الهضمي على تحرير فيتامين ب12 من الطعام، مما قد يؤدي إلى نقصه مع مرور الوقت. وتتزايد الأهمية عند المصابين بمشكلات مثل الارتجاع أو التهاب المعدة الذين يعتمدون على هذه الأدوية لفترات طويلة.
التأثير المتبادل بين الألياف والكالسيوم
إن تناول وجبة إفطار غنية بالألياف خيار صحي، لكن الإفراط في الألياف قد يعترض امتصاص فيتامين ب12، خصوصًا عند وجود مكملات أو أطعمة غنية به. وتُشير الأبحاث إلى أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للألياف قد تؤثر في التوافر الحيوي لبعض العناصر الدقيقة بما فيها ب12. وبالمثل، قد يقلل تناول كميات كبيرة من الكالسيوم في وجبة واحدة من امتصاص ب12، خاصة عند الاعتماد على منتجات ألبان أو حليب مدعم أو مكملات كالسيوم خلال وجبة تحتوي ب12.
توقيت تناول فيتامين ب12 مع الوجبات
ينصح بتناول فيتامين ب12 على معدة فارغة، ويفضل صباحًا مع الماء فقط، مع الانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل الإفطار أو تناول القهوة أو أي فيتامينات أو معادن أخرى. وعند تناول فيتامين ب12 مع وجبة تحتوي على ألياف أو كالسيوم أو معادن أخرى، أو بعد تناول القهوة مباشرة، قد تنخفض كفاءة امتصاصه. لذلك فإن توقيت الوجبة وتوقيت تناول المكملات يؤثران بشكل كبير على فاعلية الامتصاص.
عوامل نمط حياة أخرى
إلى جانب النظام الغذائي والمواد المستهلكة، يمكن أن يؤثر التدخين واضطرابات الجهاز الهضمي على امتصاص ب12. فالتدخين قد يضعف وظيفة الجهاز الهضمي ويعيق إطلاق وامتصاص الفيتامين من الطعام. كما أن اضطرابات الجهاز الهضمي أو الاعتماد على مضادات الحموضة قد تعيق امتصاص ب12 تدريجيًا حتى دون أعراض واضحة.


