تأثير الشتاء على مناعة الأطفال
تشير الدراسات إلى أن الشتاء يتيح للجراثيم البقاء والانتشار لفترة أطول، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للنزلات. وتزداد فرص انتقال العدوى في الأماكن المغلقة والمزدحمة حيث يقضي الأطفال وقتًا أطول مع بعضهم البعض. كما يؤثر قصر النهار وقلة ضوء الشمس على مستويات فيتامين د، وهو عنصر أساسي في تقوية المناعة وصحة العظام.
عند عدم حصول الأطفال على ما يكفي من أشعة الشمس أو اللعب في الهواء الطلق، يجد الجسم صعوبة أكبر في مقاومة الجراثيم اليومية. وتؤدي العادات الشتوية التي تركز على الأطعمة الدسمة وقلة الخيارات الطازجة إلى نقص بعض العناصر الغذائية الضرورية للمناعة. وهذا الضعف المناعي يساهم في استمرار نزلات البرد ونوبات الرشح خلال الموسم.
يرتفع معدل الغياب من المدرسة بسبب تكرار الأمراض، وهو ما يعكس ضغط الشتاء على جهاز المناعة لدى الأطفال في طور النمو. كما أن الالتهابات المتكررة قد تؤثر على صحة الأطفال العامة وتقلل من قدرتهم على التعلم والنشاط. وتبرز أهمية وجود نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة ونوم كافٍ وممارسة نشاط بدني منتظم خلال الشتاء.
نمو الأطفال في الأشهر الباردة
قد يتأثر نمو الأطفال خلال الأشهر الباردة عندما يقل اللعب في الهواء الطلق ويقل النشاط اليومي. كما قد يؤدي انخفاض استهلاك الطاقة إلى تغيّر في قوة العضلات وتناسق الحركة ونمو الجسم بشكل عام. وتغير أنماط النوم مع طول الليل يجعل هرمونات النمو مرتبطة بنوم جيد أكثر أهمية مما يظنه الكثير من الآباء.
يمكن لبعض التغييرات البسيطة والمدروسة أن تجعل الشتاء أسهل على أجسام الأطفال، مثل التوازن بين الغذاء والنوم والحركة والتعرض لأشعة الشمس عند الإمكان. يساعد توفير غذاء متوازن ونوم منتظم ونشاط يومي في الحفاظ على القوة البدنية ونمو صحي. وتساعد هذه العوامل في تقليل آثار الشتاء السلبية على القدرة الحركية والتطور العام.
نصائح لتعزيز المناعة خلال الشتاء
تشير الإرشادات إلى ضرورة إطعام الطفل نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على الخضروات الموسمية والحبوب الكاملة والشوربة. ويجب تجنب الأطعمة السريعة والدهنية والمعالجة لأنها قد تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية. توفر الأطعمة الغنية بفيتامين سي من مصادر مثل البرتقال والجوافة والفراولة دعمًا إضافيًا للمناعة. كما ينبغي أن يشرب الطفل كمية كافية من الماء ويحصل على الحليب الدافئ كجزء من روتينه اليومي.
يعتبر النوم الجيد ليلاً من العوامل الأساسية لتجديد الخلايا الدفاعية في الجسم. كما أن النوم الكافي يعزز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض ويحافظ على النمو الصحيح. يجب الحفاظ على مستويات مناسبة من فيتامين د عبر التعرض للشمس لمدة 20 دقيقة صباحًا قدر الإمكان. وتشجع التوجيهات على قيام الطفل بأنشطة بدنية بسيطة مثل المشي واليوغا داخل المنزل خلال الشتاء.
ينبغي ارتداء الطفل طبقات متعددة من الملابس للحماية من البرد. ولا بد من الاهتمام بالنظافة الشخصية للوقاية من العدوى، مع الحرص على غسل اليدين وتغطية الفم عند العطس أو السعال. كما يوصى بتلقي التطعيمات المقررة مثل لقاح الإنفلونزا لتوفير حماية إضافية خلال الشتاء.
غسل اليدين ضروري للوقاية من الجراثيم وتجنب التواجد قرب المرضى أو الأماكن المزدحمة. وارتداء الكمامة عند الخروج من المنزل خطوة إضافية لتقليل مخاطر العدوى. ويجب على الآباء عدم تجاهل استشارة الطبيب عند ظهور أعراض مثل الجفاف أو السعال المستمر أو ضيق التنفس لتلقي العلاج والرعاية في الوقت المناسب.


