تعتبر الدهون الثلاثية أكثر أنواع الدهون شيوعاً في الجسم، وتنتج عن تناول الأطعمة الدهنية وتخزن كالسعرات الحرارية غير المستعملة في الخلايا الدهنية. يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة عند الحاجة، وهو يحتاج إليها بكمية معينة للحفاظ على الصحة. إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤثر سلباً في الصحة القلبية والكيميائية للجسم. لذلك يوصى بقياس مستوياتها ومراقبتها باستمرار ضمن فحوص الكوليسترول والدهون.

تشير الدراسات إلى أن ارتفاع الدهون الثلاثية يرتبط بخطر أمراض القلب والسكتة الدماغية، خاصة عند وجود انخفاض في الكوليسترول الجيد HDL ومرض السكري من النوع الثاني. كما يرى البعض أن وجود مشاكل صحية إضافية مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة يفاقم هذه المخاطر. يمكن اتخاذ خطوات عملية للمساعدة في خفض مستويات الدهون الثلاثية. وتظل المتابعة الصحية ركيزة لتحقيق ذلك.

أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية

لا تسبب الدهون الثلاثية المرتفعة عادة أعراضاً مبكرة. لكن إذا استمر ارتفاعها ونتج عنه مضاعفات صحية مثل أمراض القلب أو البنكرياس، فقد تظهر أعراض مرتبطة بتلك الحالات. غالباً ما ترتبط مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة بمشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة وارتفاع LDL وانخفاض HDL. لذا تُفحص الدهون كجزء من فحص الدم الروتيني.

أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية

تشمل عوامل الخطر ارتفاع الدهون الثلاثية زيادة الوزن أو السمنة وقلة النشاط البدني وتناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات. كما قد تلعب بعض الأدوية دوراً في رفع الدهون الثلاثية لدى بعض الأشخاص، مثل أدوية معالجة فيروس نقص المناعة البشرية أو بعض أنواع السرطان. وجود اضطرابات تمنع الجسم من تكسير الدهون يمكن أن يزيد المستويات أيضاً. كما ترتبط أمراض مثل السكري والكلى والغدة الدرقية والكبد بتأثيرات على الدهون الثلاثية.

المعدلات الطبيعية للدهون الثلاثية

وفقاً لجمعية القلب الأمريكية، يجب أن يخضع البالغون لفحص دوري لمستوى الدهون والدهون الثلاثية بعد صيام 9–12 ساعة قبل التحليل. وتشتمل النتائج عادة على فئات: طبيعي أقل من 150 ملغم/ديسيلتر، الحد الفاصل 150–199، مرتفع 200–499، مرتفع جداً 500 فأكثر. وتشير المستويات المرتفعة جداً إلى مخاطر إضافية للكبد والبنكرياس، وتصل في بعض الحالات إلى تجاوز 1500 ملغم/ديسيلتر مما قد يؤدي إلى تداخل في تكسير الدهون وفقدان الذاكرة وتضخم الكبد والطحال وآلام المعدة.

كيفية خفض الدهون الثلاثية

توضح الاستراتيجيات الأساسية أن زيادة النشاط البدني تساهم في خفض الدهون الثلاثية. ينصح الخبراء بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمس مرات أسبوعياً، ويمكن البدء بالمشي السريع ثلاث مرات أسبوعياً ثم زيادة المدة تدريجيًا. كما يساعد فقدان الوزن عندما تكون لديك زيادة وزن في خفض المستويات.

تؤثر العادات الغذائية أيضاً بشكل كبير، فيجب تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة والكولسترول، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون ومشتقات الألبان قليلة الدسم. كما يُنصح بتقليل المشروبات المحلاة والأنواع العالية من السكر. ويُفضل استبدال الدهون غير الصحية بدهون أحادية ومتعددة غير مشبعة موجودة في زيت الزيتون والمكسرات والأسماك.

نظام غذائي مفيد للدهون الثلاثية

ينبغي اتباع نظام غذائي صحي يركز على الحبوب الكاملة، والفواكه والخضراوات، والبروتينات قليلة الدسم. كما يلعب تناول الأسماك الدهنية دوراً في دعم مستويات الدهون الصحية في الدم. كما يجب تقليل تناول الأطعمة عالية السكر والدهون المشبعة والدهون المتحولة.

أطعمة يوصى بتناولها

تشمل الأطعمة الموصى بها الخبز والحبوب الكاملة والأرز البني والشوفان والفاصوليا والبازلاء. كما يوصى بتناول كميات صغيرة من الزيوت النباتية الصحية والأفوكادو والمكسرات والبذور وزبدة المكسرات. وتدعم الأسماك الدهنية والفواكه والخضراوات الملونة هذه الخيارات في المساعدة على خفض الدهون الثلاثية.

أطعمة يجب تجنبها لارتفاع الدهون الثلاثية

يُفضل تقليل تناول الحلويات والمشروبات السكرية والصودا والآيس كريم والمعجنات والمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة وعصائر الفاكهة المحلاة واللحوم الحمراء. يمكن أن تساهم هذه الخيارات في رفع مستويات الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ. كما يجب تقليل الحليب كامل الدسم والدهون عالية المحتوى قدر الإمكان.

كم مرة يجب فحص مستوى الدهون الثلاثية؟

ينصح البالغون الأصحاء بإجراء فحص الدهون في الدم كل 4–6 سنوات كإجراء روتيني. أما الأطفال فينصح بإجراء فحص واحد بين 9 و11 عامًا ومرة أخرى بين 17 و21 عامًا، مع إعادة الفحص عند إجراء تغييرات في النظام الغذائي أو عند بدء أدوية خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية. ويُنصح باستشارة الطبيب لإعادة الاختبار بناءً على النتائج السابقة وعوامل الخطر الخاصة بكل شخص.

شاركها.
اترك تعليقاً