تشير التوجيهات إلى أن النظام الغذائي أثناء الإصابة بالإنفلونزا لا يقل أهمية عن الدواء، فهو يدعم الجهاز المناعي ويساعد في تقليل مدة المرض. وفقًا لتقرير نشره موقع WebMD الطبي الأمريكي، يلعب الغذاء دورًا رئيسيًا في مقاومة الفيروس والتعافي. يؤثر الاختيار الغذائي على سرعة استعادة الطاقة وشعور الراحة خلال الأوجاع. لذلك يُنصح بتخطيط وجبات بسيطة ومتوازنة حتى مع وجود الحمى والتعب.
البروتين ودوره في المناعة
تُعد البروتينات الدرع الأساسي للجسم خلال المرض. توجد مصادر غنية بالبروتين مثل اللحوم البيضاء والأسماك والبيض والبقوليات والمكسرات، وتوفر أيضًا فيتامينات B6 وB12 الضرورية لتقوية المناعة. تحدد التوصيات اليومية احتياجات البروتين بنحو 46 جرامًا للسيدات و56 جرامًا للرجال، مع زيادة بسيطة للحالات الخاصة مثل الحمل والرضاعة.
المعادن ومقاومة العدوى
تحتاج المناعة إلى بعض المعادن لتفعيل الخلايا الدفاعية. يعد الزنك والسيلينيوم عنصرين أساسيين يسهّلان استجابة الجسم للعدوى وتخفيف الالتهاب. يمكن العثور عليهما في البقوليات والمكسرات والدواجن والأسماك، وتساهم هذه المصادر في تعزيز التئام الأنسجة بعد الشفاء.
الفلافونويدات وألوان الفاكهة
تبرز الفواكه الحمضية كخزان غني بالفلافونويدات التي تكافح الالتهاب وتحفز الدفاعات الطبيعية. تشير القشرة البيضاء الداخلية لهذه الثمار إلى وجود تركيز مرتفع من مركبات الفلافونويد، وتبيّن أن تناولها بانتظام قد يخفف شدة الأعراض ويقصر فترة المرض. يمكن دمجها في النظام الغذائي من خلال العصائر الطبيعية أو الثمار الطازجة. كما يجب التنويع وتخفيف السكريات في الاستهلاك اليومي.
أغذية داعمة للمناعة
تُعد الخضروات الخضراء الداكنة مثل البروكلي والكرنب والسبانخ، إضافة إلى البطيخ الغني بمضاد الأكسدة الجلوتاثيون، من أهم الأغذية التي تعزز كفاءة جهاز المناعة. هذه المكونات تساعد الجسم على مكافحة العدوى وتقليل الإجهاد التأكسدي المصاحب للالتهاب الفيروسي. كما تسهم في التخلص من السموم وتحسين التئام الأنسجة بعد الشفاء.
ما يُفضل تجنبه أثناء المرض
يُفضّل تجنّب بعض الأطعمة لأنها قد تزيد من حدة الأعراض. منتجات الألبان قد ترفع تكوّن المخاط لدى بعض الأشخاص وتؤدي إلى انسداد الأنف والسعال. كما يُفضل الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمقلية لأنها تبطئ الهضم وتثقل المعدة الحساسة أثناء المرض.
لتهدئة المعدة والغثيان
عندما يرافق الأنفلونزا اضطراب في الجهاز الهضمي، يعتمد النظام الغذائي على السوائل والأطعمة الخفيفة. يمكن الاعتماد على المرق الصافي والزنجبيل الطازج ومشروب النعناع والعصائر الطبيعية المخففة. أما الأطعمة الملائمة فهي الموز والتفاح المبشور والأرز المسلوق والخبز المحمص، فهي سهلة الهضم وتساعد في تهدئة المعدة تدريجيًا.
الدفء والراحة في كوب
الشاي الخالي من الكافيين مع العسل خيار مناسب لتهدئة الحلق وتخفيف الاحتقان. المشروبات الدافئة عمومًا وتحافظ على دفء الجسم وتسهّل التنفس، بينما قد يؤدي الإفراط في السخونة إلى تهيّج الحلق. يفضل اختيار درجة حرارة مريحة وتجنب الشرب وهو ساخن جدًا أو بارد جدًا.
حساء الدجاج والعلاج الشعبي
حساء الدجاج يحتفظ بمكانته كغذاء علاجي فعّال لتخفيف أعراض الإنفلونزا. تشير بعض الدراسات إلى أن مكوّناته الطبيعية تقلل الالتهاب في الجهاز التنفسي وتساعد في تفكيك المخاط، ما يسهل التنفس ويمنح الجسم طاقة دون إرهاق للمعدة. كما يعطي الجسم دفعة من السعرات الخفيفة التي يحتاجها خلال فترة المرض.
ما بعد التعافي
بعد تحسن الحالة وعودة الشهية، من المهم تنويع النظام الغذائي ليشمل الفواكه الملونة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات، لضمان إعادة التوازن للجسم وتدارك ما استهلك خلال المرض. يجب استعادة الفيتامينات والمعادن المفقودة بإدراج تشكيلة من الأطعمة المتنوعة على مدار الأيام. بإدراج هذه الخيارات نستطيع دعم الجسم في مرحلة التعافي واستعادة القوة تدريجيًا.


