تتصاعد الضغوط اليومية وتزداد التوترات في العمل والحياة الشخصية، ويظهر الإرهاق النفسي كأحد أبرز الأعراض بين الشباب والبالغين على حد سواء. يخلط كثيرون بين التعب العادي والاحتراق النفسي، لكن الخبراء يؤكدون أن ما يحدث داخلنا أعمق من مجرد شعور بالإجهاد. ترتبط الحالة بتراكم من الجسد والعقل والمشاعر عندما يتجاوز الإنسان حدود طاقته.
وفق موقع تايني بوذا، كشفت خبيرة التنمية الذاتية أنتونيا بيمش تجربتها مع الاحتراق النفسي في السادسة والعشرين من عمرها، موضحة أن الإرهاق العاطفي ليس ناجمًا عن الضغط الجسدي فحسب، بل هو تراكم ممتد بين الجسد والعقل والمشاعر عندما يتجاوز الإنسان حدود طاقته. أبرز العلامات التي شهدتها شملت البكاء المتكرر، وزيادة الوزن رغم الالتزام بممارسة الرياضة، إضافة إلى شعور دائم بالتوتر وعدم القدرة على السيطرة على مجريات الحياة. تؤكد أنتونيا أن الفهم العميق لهذه العلامات يساعد في إدراك الحاجة إلى خطوات علاجية عاجلة.
أسباب غير متوقعة للاحتراق النفسي
تعلل الكذب على النفس بأنه تجاهل الاحتياجات العاطفية ورفض الاعتراف بالحقيقة الداخلية نقطة رئيسية في الاحتراق النفسي، فغياب الصراحة مع الذات يمنع اتخاذ قرارات حاسمة أو إجراء تغييرات ضرورية في نمط الحياة. تتزايد الضغوط عندما يحاول الشخص إقناع نفسه بأن كل شيء بخير رغم التنبيهات الداخلية. يتيح هذا التفاوت بين الواقع والاعتقاد الداخلي تواصل تراكم الإجهاد دون معالجة حقيقية.
ثاني الأسباب غير المتوقعة يتمثل في ضغط إثبات الذات، حيث يعيش كثيرون تحت عبء غير معلن لإثبات قيمتهم للآخرين في العمل أو العلاقات، ما ينهك الطاقة العقلية والجسدية بشكل متواصل دون أن يشعروا بذلك. تؤدي هذه الرغبة المستمرة في إرضاء الآخرين إلى استنزاف الموارد الداخلية وتفاقم التوتر. يؤدي نقص الاعتراف بالجهود الحقيقية إلى اتخاذ قرارات متهورة أو تغييرات غير مدروسة في روتين الحياة.
ثالث الأسباب هو انتظار الدعم الخارجي، وتصفه أنتونيا بأنه أمل سري بأن الآخرين سيساعدوننا أو يهبون لنا الدعم، ما يجعل الشخص يستنزف نفسه قبل أن يطلب المساعدة. يرى كثيرون أن الاعتماد على الآخرين يحميهم من مواجهة الواقع، لكنه يفقدهم الاستقلالية ويجعلهم عرضة للضغط المتواصل. تزداد المعاناة حين يظل الأمل غير الواقع دون خطوات عملية لطلب الدعم والبدء في العلاج.
رحلة التعافي تبدأ بالاعتراف
تروي أنتونيا أن نقطة التحول في حياتها جاءت عندما اعترفت بعجزها عن الاستمرار وحدها وطلبت المساعدة من معالج شمولي، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشفاء وإعادة التوازن. أشارت إلى أن الاعتراف بالحالة وتحديد الحاجة إلى دعم مهني كانا أول خطوتين أساسيتين في مسار التعافي. توضح أن البحث عن معالجة شمولية وتقديم خطة عملية أدى إلى استعادة السيطرة تدريجيًا على العواطف والعقل والهدف.


