يطالب أطباء أمريكيون بوضع ملصقات تحذيرية على أدوية التخسيس التي تعمل بمبدأ GLP-1، وذلك على غرار الملصقات الموضوعة على السجائر، بسبب احتمال تسببها باضطرابات الأكل لدى بعض المستخدمين. وتأتي المطالبة في سياق مخاوف متزايدة من تأثير هذه الأدوية على الصحة النفسية والبدنية للمستخدمين. وتُشير التقديرات إلى أن نحو 12% من الأميركيين قالوا إنهم استخدموا GLP-1 لفقدان الوزن، بينما يرى الخبراء أن النسبة الفعلية قد تكون أعلى بسبب التبليغ غير الكامل أو الاستخدام غير المعلن.
آثار جانبية ومخاطر
توضح آليات GLP-1 أنها تعمل كتشبيه لهرمون طبيعي ينتجه الجسم، ما يساعد على كبح الشهية وتباطؤ تفريغ المعدة وتنظيم نسبة السكر في الدم. وتؤدي هذه الآثار إلى شعور بالشبع لفترة أطول وتراجع تناول الطعام وتقلّب الأفكار المتكررة حول الطعام. لكن الأطباء يحذرون من مخاطر سوء الاستخدام، خاصة بين من يعانون من اضطرابات الأكل أو تاريخها، لأن ذلك قد يفاقم المشكلة أو يسبب انتكاسات.
تشير البيانات إلى أن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً هي مشاكل الهضم مثل الغثيان والقيء. كما يذكر الأطباء أن بعض المرضى قد يعاودون تاريخ الشره المرضي عند حدوث اضطرابات معدية أو عند تقليل الطعام بسبب الأعراض. وتظهر الأبحاث أن معظم المستخدمين يتوقفون عن العلاج خلال عام إلى عامين، وهو ما يثير مخاوف صحية إضافية لدى من لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل وغيرهم.
نصائح للاستخدام الآمن
ينصح الخبراء باستشارة أخصائي صحة نفسية قبل بدء استخدام GLP-1 وأثناء العلاج، لأن التداعيات النفسية قد تظهر حتى لدى الذين فقدوا وزنهم بشكل صحي. وأوضح عدد من الأطباء أن بعض المرضى الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل قد يحاولون التحايل على القواعد للحصول على الدواء، وهذا ما قد يؤدي إلى الانتكاسات. كما تشير المعطيات إلى أن الفوائد في فقدان الوزن قد تتحقق، لكنها غالباً ما تتلاشى مع مرور الوقت وتوقف العلاج، ما يجعل المتابعة ضرورية.
تؤكد المصادر أن مناقشة مخاطر الاستخدام وتوفير ملصقات تحذيرية يجب أن تكون جزءاً من الإشراف الطبي والعملي، مع تعزيز الوعي العام حول المخاطر المحتملة للاستخدام غير المناسب. ويؤكد الأطباء أن الهدف هو حصول المرضى على فقدان وزن آمن مع تقليل المخاطر، مع ضرورة متابعة نفسية وجسدية مستمرة. ويظل القرار العلاجي متروكاً لفريق الرعاية الصحية وتقييم حال كل مريض بشكل فردي.


