تعلن الهيئات الصحية العالمية مع بدء موسم الشتاء عن رصد زيادة غير مسبوقة في حالات الإنفلونزا عبر العالم. هذه السنة تحمل سلالة جديدة تعرف بـ H3N2 وتُوصف بأنها أكثر قدرة على الانتشار ومراوغة الجهاز المناعي. طفرات حديثة جعلت من السلالة أكثر فاعلية في الانتقال بين الأطفال والبالغين الأصغر سنًا، ما أدى إلى موجة واسعة من الإصابات.

سلالة H3N2 وخطورتها

لا تعتبر هذه السلالة أكثر فتكًا من غيرها، لكنها تثير القلق بسبب سرعة انتشارها وأعداد المصابين الكبيرة. تؤدي الزيادة في الإصابات إلى ارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات، خصوصًا بين كبار السن والأطفال والحوامل ومرضى القلب والجهاز التنفسي. وتؤكد البيانات أن ذروة العدوى هذا الموسم جاءت مبكرة عن المعتاد، ويلاحظ أن الفيروس أصبح أكثر قدرة على الانتقال في درجات حرارة أدنى من العادة.

يرجع ذلك إلى الطفرات التي طالت آليات السيطرة المناعية في الفيروس وتسببت في تقليل فاعلية المناعة المكتسبة من العدوى السابقة أو التطعيم. على الرغم من أن نسبة المضاعفات تبقى منخفضة، فإن الارتفاع في عدد الإصابات يرفع الضغوط على المستشفيات. تشدد الجهات الصحية على أن التطورات الوبائية قد تستمر وتغير ديناميكيات الانتشار مع مرور الأسابيع.

الأعراض الأكثر شيوعًا

تشبه أعراض H3N2 الإنفلونزا الموسمية التقليدية، وتضم ارتفاع الحرارة والسعال الجاف والتهاب الحلق وآلام الجسم والإرهاق. أبلغ بعض المصابين عن غثيان أو اضطرابات في المعدة، وهي علامة إضافية تعكس استجابة الجسم للسلالة المتحورة. غالبية الحالات تتحسن خلال أسبوع واحد، لكنها تحتاج إلى تقييم طبي إذا استمرت الحمى أو ظهرت صعوبات في التنفس.

اللقاحات والوقاية

يظل اللقاح الموسمي أهم أداة لتقليل شدة المرض وتقليل احتمال الدخول إلى المستشفى، ولكنه لا يمنح حماية كاملة. يؤدي التقدم الجيني المستمر للفيروس إلى انخفاض ملحوظ في فعالية اللقاح من عام إلى آخر، خصوصًا أن بعض الطفرات تظهر بعد التصنيع. مع ذلك، يؤدي التطعيم إلى تقليل مخاطر المضاعفات بشكل كبير وتخفيف العبء على الخدمات الصحية.

من هم الأكثر عرضة

تشير البيانات إلى أن الأطفال بين 5 و14 عامًا هم الأكثر عرضة للعدوى، يليهم الشباب في العشرينات والثلاثينات بسبب الاختلاط في المدارس وأماكن العمل. أما الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات فهم كبار السن وذوو الأمراض المزمنة والحوامل، بالإضافة إلى المصابين بأمراض القلب أو الجهاز التنفسي وضعف المناعة. وتوصي الجهات الصحية بأخذ اللقاح سنويًا وارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة خلال موسم العدوى.

إجراءات الوقاية العامة

على الرغم من عدم وجود وسيلة تمنع العدوى تمامًا، تظل العادات الوقائية فعالة بشكل كبير. تتضمن الإجراءات غسل اليدين بانتظام، تهوية الأماكن المغلقة، وتجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح العامة، والبقاء في المنزل عند وجود أعراض. كما يُنصح بتقليل التجمعات في فترات الذروة والحرص على الراحة وتناول السوائل الدافئة لتعزيز المناعة.

طرق المعالجة

لا تختلف معالجة الإنفلونزا بشكل جذري عن السابق، فمعظم الحالات تحتاج إلى الراحة والسوائل وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول. تستخدم الأدوية المضادة للفيروسات فقط للفئات المعرضة للخطر، ويفضّل أن تبدأ خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض لضمان الفاعلية. ينصح بالاتصال بالطبيب إذا ظهرت علامات خطرة مثل ألم في الصدر أو صعوبة شديدة في التنفس أو ارتفاع الحرارة المستمر.

شاركها.
اترك تعليقاً