تشير الأدلة الصحية إلى أن بعض الأجهزة التي تعتمدها المنازل في الشتاء لإعداد التدفئة والطهي قد تطلق ملوثات هوائية ضارة. وتؤثر هذه الانبعاثات في صحة الجهاز التنفسي وتزيد التهاباته وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي. وتزداد المخاطر لدى الأطفال وكبار السن عند وجود تهوية غير كافية في الغرف. وتبيّن مصادر صحية أن مستويات بعض الغازات قد تتجاوز الحدود الصحية العالمية داخل المنازل عندما يعمل هذا النوع من الأجهزة دون تهوية مناسبة.
مواقد الغاز وآثارها
تُعد مواقد الغاز والأجهزة التي تعتمد على الغاز من المصادر الرئيسية لتلوث الهواء الداخلي. تؤدي تشغيلها إلى انبعاث غازات ضارة أبرزها ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، إضافةً إلى جسيمات دقيقة يمكن أن تهيّج الشعب الهوائية. تزداد التهابات الجهاز التنفسي وتفاقم حالات الربو وتُرهق الحلق والرئتين نتيجة هذه الانبعاثات. تبيّن الدراسات أن مستويات ثاني أكسيد النيتروجين قد تتجاوز الحدود الصحية العالمية داخل المنازل عند وجود تهوية غير كافية.
لذا ينصح بالاعتماد على بدائل كهربائية قدر المستطاع والتأكد من وجود أنظمة تهوية فعالة، مثل شفاطات المطابخ التي تخرج الهواء إلى خارج المنزل، لتقليل التعرض لهذه الملوثات.
المدافئ التي تعتمد على الحطب
تشير المدافئ التي تعتمد على الحطب إلى أن دخانها يحتوي على جسيمات دقيقة وملوثات يمكن أن تصل إلى أعماق الجهاز التنفسي. تتضمن هذه الملوثات أول أكسيد الكربون ومركبات عضوية متطايرة وتؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وتدهور وظائف التنفس. قد تسبب التهابات رئوية وضعف المناعة وتفاقم حالات الربو والالتهابات الرئوية، كما تحمل مخاطر التسمم بأول أكسيد الكربون إذا لم يُصرف الدخان والغازات بشكل صحيح. ينبغي توفير نظام تهوية فعال عند الاستخدام، ويمكن الاستعانة بأجهزة تنقية هواء عالية الكفاءة لتقليل تركيز الجسيمات.
بعض الأجهزة الكهربائية
على الرغم من أن الأجهزة الكهربائية تعتبر أقل خطورة من أجهزة الاحتراق، إلا أن بعض الأجهزة المزودة بملفات تسخين أو محركات تطلق جسيمات دقيقة أثناء التشغيل. يمكن أن تصل هذه الجسيمات إلى الحويصلات الهوائية وتحتوي على آثار معادن ثقيلة تساهم في التهيج والالتهاب، وهو أمر يهم الأطفال بسبب صغر مجاريهم التنفسية. ينبغي استخدامها في أماكن جيدة التهوية وتقليل تشغيلها قدر الإمكان، كما يفضل اختيار أجهزة عالية الكفاءة للحد من التعرض للجسيمات.