أعلن المشاركون في الجلسة الثانية من مؤتمر الأهرام التاسع للطاقة أهمية تعزيز استثمارات البترول والتعدين والتحول نحو الطاقة الخضراء كأولويات وطنية. وأكدوا أن قطاع البتروكيماويات والبتروكيماويات الخضراء والهيدروجين منخفض الكربون يمثل محاور استراتيجية في خطة وزارة البترول والثروة المعدنية للتحول الطاقي. واستعرضوا دور الشركات في دعم النمو الاقتصادي وتعظيم القيمة من الموارد، إضافة إلى خطط تطوير بنية الطاقة وتحسين مناخ الاستثمار في مصر. وأدار الجلسة محمد حماد نائب مدير عام شركة الأهرام للاستثمار وشرح أن الطاقة ملف استراتيجي مهم مرتبط باستدامة الموارد وكفاءة استخدامها.
أدوار التعدين والتنمية الصناعية
أشار محمد حماد إلى أن المناجم والموارد التعدينية ركيزة أساسية للتنمية وتوفر فرصاً استثمارية كبيرة عند ربطها بسلاسل القيمة والتوسع في التصنيع المحلي وتبني ممارسات تعدين مسؤولة تقلل الأثر البيئي وتعزز الجدوى الاقتصادية. وأوضح أن التوجه نحو التكامل مع القطاعات الأخرى يتيح تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستيراد وتوطين الصناعة وفق استراتيجية الدولة. كما أكد أن التطوير المستمر لسلاسل القيمة يساعد في تعزيز الصادرات وتوفير مدخلات الصناعات المحلية.
البتروكيماويات الخضراء والهيدروجين منخفض الكربون
أوضحت المهندسة هدى منصور أن منجم السكري يدار عبر شركة أنجلو جولد أشانتي بعد استحواذها على حصة سنتامين المالكة للمنجم، وهو من أهم مناجم العالم في تصنيفه. وأضافت أن المنجم يساهم في توظيف نحو 4 آلاف عامل، منهم 2,500 ثابتون والباقون متعاقدون، مع الالتزام بالمعايير الأمنية وتبادل الخبرات لضمان أعلى مستويات الجودة والإنتاج. كما أشارت إلى إمكانية ربط المنجم بالشبكة الكهربائية لخفض الانبعاثات والاعتماد على مصادر نظيفة، إضافة إلى التعديلات القانونية التي حسّنت مناخ الاستثمار وتسهيل متطلبات المستثمرين عبر شراكة مع هيئة الثروة المعدنية. وتابعت بأن السكري يساهم في صادرات مصر ويدعم الاقتصاد الوطني، مع التزام بتعزيز تمكين المرأة وتوفير فرص متكافئة في المناصب وفقاً للكفاءة.
وأكدت المهندسة ريهام محمد عالفة رئيسة مجلس إدارة شركة الإسكندرية للبترول أن الشركة تواجه تحديات تقادم البنية التحتية وتؤكد أهمية الاعتماد على العنصر البشري كثروة وطنية في عمليات التطوير. وأوضحت أن التحول الرقمي والحوكمة أصبحا من أولويات الشركة مع استثمار الكفاءات الشابة لتحسين آليات العمل ومواكبة التطور. وأضافت أن الشركة مسؤولة عن نحو 30% من الطاقة التكميلية للقطاع وتعمل على تعزيز التعاون بين الشركات لتسهيل العمل وتحقيق أهداف مستدامة. كما أشارت إلى أن تمكين المرأة يمثل هدفاً رئيسياً، على أن يتم ذلك في إطار منظومة الوزارة والدولة وتجنب ردود فعل سلبية من العاملين.
مشروعات البتروكيماويات والاقتصاد الأخضر
أعلن المهندس إبراهيم مكي رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات أن الجهود تتركز على تنفيذ 10 مشروعات صناعية جديدة تضيف نحو 7 ملايين طن من المنتجات وتحقق عوائد تتجاوز 8 مليارات دولار، مع التركيز على الاقتصاد الأخضر وإنتاج الأمونيا الخضراء ووقود الطائرات الحيوي. وأشار إلى أن هذه المشروعات تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وقود الطائرات الحيوي المستدام، إضافة إلى مشروعات الإيثانول الحيوي ومشاركة القطاع الخاص في استثمارات مثل مشروعي الصودا أش والسيليكون. وتابع أن ثمانية مشروعات نجحت في تحويل مدخلات إنتاج بقيمة 1.2 مليار دولار إلى منتجات عالية القيمة تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار، وهو ما يعزز الصادرات والسوق المحلي بنسبة تصل إلى 250%. كما لفت إلى أن التحديات تشمل كلفة توليد الكهرباء من الرياح، مع مقارنة تكلفة الهيدروجين بالغاز الطبيعي، وأشاد بجهود الوزارة في توفير الغاز والكهرباء التي ساهمت في زيادة الإنتاج المستهدف من 4 ملايين طن إلى 10 ملايين طن بحلول 2030. وفي ختام الجلسة، أكد أن التعاون بين وزارات الكهرباء والبترول وقطاع الأعمال سيضيف 18 كيلواطاً للشبكة بحلول عام 2030، ليعزز مكانة مصر في قطاع الطاقة الخضراء.


