يتكوّن الحمل بتوأم بطريقتين رئيسيتين: توأم غير متطابق ينتج عن إطلاق المبيض لبويضتين في دورة واحدة وتخصيب كل بويضة بحيوان منوي مختلف. أما التوأم المتطابق فيحدث عندما ينقسم مخصّب واحد لتكوين جنينين، وهو النوع الذي يصعب التوقع بحدوثه وصعوبة التحكم فيه. وعلى الأغلب يركّز الحديث عن الزيادات الطبيعية للفرص على التوأم غير المتطابق.
عوامل طبيعية قد تزيد فرص التوأم
يرتبط وجود تاريخ عائلي لإنجاب توأم، وخاصة من جهة الأم، بارتفاع احتمالية إطلاق أكثر من بويضة في دورة واحدة. كما تزداد فرص التوأم عند النساء في الفئة العمرية فوق الثلاثين، خصوصًا بين 35 و40 عامًا، بسبب التغيرات الهرمونية وارتفاع هرمون FSH. وكلما تكرر الحمل، ارتفعت الاحتمالات وفق بعض الدراسات الطبية. كما يبدو أن الطول والوزن يلعبان دورًا، فالأشخاص الأطول أو الذين تكون أوزانهم أعلى بشكل معتدل قد تكون لديهم فرص أكبر للحمل بتوأم دون دخول السمنة.
لا توجد وصفة سحرية لزيادة فرص التوأم، لكن بعض الدراسات ربطت التغذية بتغيرات بسيطة في فرص الإباضة. تشير النتائج إلى أن منتجات الألبان كاملة الدسم قد تؤثر في مستويات هرمون النمو وتلعب دورًا في تحفيز الإباضة لدى بعض النساء. أما حمض الفوليك فضروري قبل الحمل للوقاية من تشوهات الجنين، وتوجد ملاحظات غير حاسمة تربطه بزيادة فرص التوأم لكنها ليست دليلًا قاطعًا. في بعض الثقافات الإفريقية يُعتقد أن البطاطا واليام قد يحفزان الإباضة المزدوجة، إلا أن الدليل العلمي حتى الآن محدود.
دور الرضاعة والتوقيت
تشير بعض الدراسات إلى أن الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية قد يزيد احتمالات إنجاب توأم نتيجة تغير مستويات الهرمونات، لكن هذا الاحتمال ليس مضمونًا ولا يجوز الاعتماد عليه وحده. أما توقيت العلاقة الزوجية فليس العامل الحاسم في حدوث التوأم، إذ يعتمد الإباضة وتحديدها داخليًا على المبيَض والهرمونات أكثر من التوقيت. يُستفاد من ذلك أن الاستعداد للحمل بتوأم يجب أن يتم ضمن تقييم طبي شامل ووضع خطة مناسبة.
خرافات وتحذيرات حول التوائم
هناك خرافات تتعلق بشرب أعشاب أو استخدام وصفات شعبية دون إشراف طبي، وهذه المعارف غير مثبتة علميًا وتؤدى إلى مخاطر صحية. كما أن الإكثار من المنشطات الطبيعية دون توجيه طبي قد يسبب تكيسات أو اضطرابًا في الدورة الشهرية. يجب تنبيه الأزواج إلى أن الاعتماد على وصفات غير مثبتة قد يؤخر الحمل أو يسبب مضاعفات صحية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كان الهدف هو زيادة فرص الحمل بتوأم بشكل آمن، أو كانت هناك مشكلات تبويض أو تأخر في الحمل، ينبغي استشارة طبيب أمراض النساء لتقييم الحالة ووضع خطة مناسبة. يقوم الطبيب بتقييم الصحة العامة وبناء خطة علاجية مناسبة وفق المعطيات الفردية، مع التركيز على السلامة والصحة الإنجابية. يمتنع عن الاعتماد على أي أساليب غير مثبتة ولا يُنصح بمحاولة زيادة التوأم دون إشراف طبي.


