تبرز هذه القضية أهمية الطهارة الشخصية في الحياة اليومية للمسلم، وتطرح سؤالًا حول الاعتماد على المناديل الورقية في الاستنجاء عند عدم توفر الماء. توضح دار الإفتاء المصرية شرط إزالة النجاسة وأن الوسيلة المستخدمة يجب أن تكون خالية من الأوساخ وتناسب النظافة. وتؤكد أن الاستنجاء باستخدام المناديل الورقية أو أي وسيلة نظيفة يجوز شرعًا إذا تعذر وجود الماء، لكن الأفضل هو استخدام الماء لمزيد من الطهارة الكاملة. كما تبرز أن الماء ليس واجبًا في كل الحالات لكنه يظل الخيار الأكمل من الناحية الشرعية والطبية.
الجانب الشرعي للاستنجاء
بالرغم من جواز الاستنجاء بالمناديل الورقية عند انعدام الماء، تشدد مصادر دينية على ضرورة إزالة النجاسة بوسيلة نظيفة وبما يحقق الطهارة الظاهرة والباطنة. وتؤكد أن امتناع الماء لا يحول الوسيلة النظيفة إلى حرام، وإنما يشير فقط إلى الأفضلية للماء حين توفره. كما توضح أن الاختيار بين الماء والمناديل هو مسألة ظرفية، وتبقى المناديل خيارًا مشروعًا في السفر أو في الأماكن العامة. يظل الهدف الأساسي هو الوصول إلى تطهير كاف وتجنب انتشار الروائح الكريهة أو تراكم النجاسة.
الجوانب الطبية والاحتمالات الصحية
تشير الدراسات الطبية إلى أن الاعتماد على المناديل الورقية وحدها قد لا يزيل الجراثيم والبكتيريا بشكل كامل من المنطقة الحساسة، وهو ما قد يفتح بابًا للالتهابات الجلدية أو البولية لدى بعض الفئات. وتؤكد الدكتورة هند سلمى أن الاستخدام المتكرر للمناديل الورقية منخفضة الجودة قد يزيد مخاطر الالتهابات المزمنة إذا غلبت على الماء. ويُبرز النص الطبي أن الماء يساعد على تنظيف أعماق المنطقة ويقلل تراكم الجراثيم ويرافق ذلك حماية من الروائح الكريهة. كما أن المناديل المعطرة أو المبللة قد تهيّج الجلد عند استخدامها باستمرار، لذا يفضل اختيار مناديل خالية من الكحول والعطور والمواد الكيميائية القاسية.
نصائح عملية للاستنجاء الصحي
لتنظيم الطهارة مع الصحة، ينصح باستخدام الماء أولًا عند توفره ثم التجفيف بمناديل نظيفة لتقليل الرطوبة التي قد تؤدي إلى الالتهابات. كما يفضل اختيار مناديل صحية وغير معطرة وخالية من المواد الكيميائية، والتأكد من غسل اليدين بعد الانتهاء. وفي حال ظهرت علامات حمراء أو حكة أو التهابات بول متكررة، يجب استشارة الطبيب سريعًا لاتخاذ العلاج المناسب. تتفق الإرشادات الصحية مع التوجيه الشرعي في أن الماء هو الخيار الأمثل عند وجوده، وتظل المناديل الورقية بديلاً عمليًا في حالات الضرورة.


