تشير تقارير صحية إلى أن فصل الشتاء يرفع احتمالات الإصابة بالأمراض التنفسية الحادة، وعلى رأسها الالتهاب الرئوي. قد تتحول هذه الالتهابات من عدوى بسيطة إلى حالات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها مبكرًا. يصيب الالتهاب الرئوي أنسجة الرئة ويؤدي إلى التهابات تؤثر في التنفس الطبيعي، وتزداد مخاطره لدى كبار السن والأطفال ومن يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والسكري.
في درجات الحرارة المنخفضة يضيق مجرى الهواء قليلًا، ما يجعل الرئتين أكثر عرضة للالتهابات. كما تقل كفاءة الشعيرات التنفسية الدقيقة في طرد الميكروبات، فتتراكم المخاط والجراثيم داخل الممرات الهوائية. ومع قلة التهوية في الأماكن المغلقة وازدحام الأماكن خلال الشتاء، تزداد فرص انتقال العدوى من شخص لآخر.
صلة البرد بالالتهاب الرئوي
تنتشر فيروسات وبكتيريا عبر الرذاذ أو ملامسة الأسطح الملوثة وتجد طريقها إلى الجهاز التنفسي عندما يضعف الجهاز المناعي بفعل البرد أو الإجهاد أو سوء التغذية. إن انخفاض درجات الحرارة يضعف الدفاعات العامة في الجسم، فيزيد احتمال تطور الالتهاب الرئوي من عدوى بسيطة إلى التهاب عميق في أنسجة الرئة. كما تلعب العوامل المساعدة كوجود أمراض مزمنة مثل السكري والتدخين دورًا في زيادة الخطر.
علامات الإنذار المبكر
قد يبدأ الالتهاب الرئوي بأعراض تشبه نزلة البرد، لكن سرعان ما تتطور إلى ارتفاع في الحرارة وقشعريرة. يشعر المصاب بآلام في الصدر تزداد مع التنفس أو السعال. قد يظهر بلغم سميك يميل إلى اللون الأصفر أو الأخضر مع ضيق في التنفس أو تسارع في التنفس وإرهاق عام. إذا استمرت الأعراض أكثر من ثلاثة أيام أو ازدادت حدتها، يجب مراجعة الطبيب فورًا لتجنب المضاعفات.
إجراءات الوقاية في موسم البرد
تبدأ الوقاية باللقاحات الوقائية، حيث يوصي الخبراء بتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي وللقاح المكورات الرئوية للحد من الإصابات الخطيرة في الجهاز التنفسي. تساعد هذه اللقاحات في تقليل احتمال الإصابة والتخفيف من شدة الحالات عند حدوثها. ينصح باللقاح قبل بداية الشتاء لتكوين حماية فعالة خلال المواسم الباردة.
التدخين يجعل الرئتين أكثر عرضة للعدوى ويدمر بطانته، مما يسهل اختراق البكتيريا والفيروسات ويضاعف خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. كما يضعف التدخين وظيفة الشعيرات التنفسية ويقلل من كفاءة الدفاعات الرئوية. يؤكد الخبراء أن الإقلاع عن التدخين يمنح الرئة حماية أقوى خاصة في الشتاء.
تهوية المنزل والمكاتب بانتظام تسمح بتجديد الهواء وتقليل تركيز الجراثيم المحمولة بالرذاذ. يفيد ذلك في تقليل فرص انتشار العدوى بين الأشخاص. ينصح بفتح النوافذ أو استخدام أنظمة تهوية مناسبة خلال أوقات اليوم مع الحفاظ على دفء المكان.
غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ لمدة لا تقل عن 20 ثانية يقلل من انتقال الجراثيم. ينصح بالقيام بذلك بعد لمس الأسطح العامة أو عند السعال والعطس. هذه العادة تساهم في الحد من العدوى خلال موسم الشتاء.
الكمامة تساهم في الحد من انتقال الميكروبات المسببة للالتهابات الرئوية. يُفضل استخدامها في الأماكن المكتظة والمغلقة لتقليل التعرض للرذاذ. يتعين اعتمادها خاصة لدى المصابين بأعراض أو في فترات تفشي الأمراض التنفسية.
ينبغي تناول أطعمة غنية بفيتامين C وD والزنك، مع شرب كميات كافية من الماء. يساعد النوم سبع إلى ثماني ساعات يوميًا على تعزيز مناعة الجسم. التوازن الغذائي والنوم الجيد يدعمان الدفاعات ضد العدوى خلال الشتاء.
يُفضّل الحفاظ على مسافة آمنة وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع المرضى حتى في الحالات البسيطة. حتى نزلات البرد البسيطة قد تشكل خطرًا على أشخاص لديهم مناعة منخفضة. الالتزام بهذه الإجراءات يقلل من فرص نقل العدوى في الأماكن العامة.
استخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس والتخلص منها فورًا يعزز الوقاية. وفي حال عدم توفرها، يغطي الفم بمرفق اليد لتقليل انتقال الميكروبات. ينبغي أيضًا تجنب لمس الوجه باليدين قبل غسلها.
متى تتحول الوقاية إلى ضرورة طبية عاجلة؟
عندما تظهر أعراض تنفسية متكررة أو ضيق شديد في التنفس، لا يكفي العلاج المنزلي. الفحص السريري وصورة الأشعة هي الخطوتان الأوليتان للتأكد من سلامة الرئتين. يمكن أن يساهم التشخيص المبكر والعلاج المناسب بالمضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات في منع المضاعفات مثل تراكم السوائل حول الرئتين ونقص الأكسجين.


