نشر موقع Oddity Central تقريراً يروي حادثة غريبة شهدها الطب الحديث في الصين. فقدت عاملة أذنها اليسرى وجزءاً من فروة رأسها في حادث صناعي مروع، وبعد تقييم دقيق قرر الأطباء أن فرص إنقاذ الأذن تتطلب زراعتها مؤقتاً في موضع آخر من الجسم. فاختير باطن القدم كالمكان الأمثل لاستمرار حياة الأذن؛ فجلدها رقيق وتوجد شبكة من الأوعية الدموية تسمح بتغذية الأذن. استغرقت العملية أكثر من عشر ساعات تحت المجهر، وتم ربط أوعية دموية دقيقة قطرها لا يتجاوز عُشر الملليمتر بخيوط أرفع من شعرة الإنسان. وبعد أيام بدأ اللون الوردي يعود إلى الأذن، ما أشارت إليه بداية استعادة الدورة الدموية إليها.

عند وقت إعادة الأذن إلى موضعها الأصلي واجه الفريق الطبي تحدياً دقيقاً آخر. فقد أدى الحادث الأول إلى تلف كبير في الأوعية الدموية والأعصاب داخل فروة الرأس. اضطر الأطباء إلى تشريح طبقات الجلد واحدة تلو الأخرى بحثاً عن شعيرات دموية صالحة يمكن ربطها بالأذن. وبعد ساعات طويلة من العمل المتواصل نبضت الأذن مجدداً في موضعها، واستعادت جزءاً من شكلها وهويتها.

الجسد كمساحة

تؤكد هذه التجارب أرفع درجات الدقة في جراحة الميكروسكوب وتوضح كيف يمكن للتقنية أن تعيد تشكيل علاقة الجسد بالوعي. ليس الهدف حفظ العضو فحسب بل اختبار فكرة الجسد كمساحة يمكن توصيلها بالعالم الخارجي. في مشروع فني تجريبي، زرع فنان أسترالي أذن بشرية كاملة على ذراعها لتكون وسيلة تواصل رقمية تبث الأصوات عبر الإنترنت. صُممت الأذن بدعامة من مادة ميدبور المسامية تسمح بتغلغل الأوعية والأنسجة لتصبح جزءاً من الذراع، وتُجرى حولها سلسلة عمليات لتوسيع الجلد وتكوين جيب يحضنها. وُضع ميكروفون مصغر داخلها، ورغم أن العدوى أجبرت على إزالته مؤقتاً، فهناك خطط لإعادة تركيبة وربطها بنظام لاسلكي.

تطرح هذه الأمثلة أسئلة حول معنى الهوية الجسدية في عصر التقنية، فالجسد ليس مجرد بنية بيولوجية بل كيان قابل لإعادة الاختراع. تشير إلى إمكانية توسيع الحدود بين الإنسان والتكنولوجيا، وتستلزم نقاشاً حول أثر ذلك على الوعي والذات. تبقى هذه الأمثلة بمثابة عروض تستكشف المستقبل الطبي والفني وتدفع إلى التفكير في حدود ما يمكن للبشر تحقيقه.

شاركها.
اترك تعليقاً