شروط ممارسة الرياضة أثناء الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا
تحدد الإرشادات العامة أن قرار ممارسة الرياضة أثناء المرض يعتمد على الأعراض وشدتها وشعور الشخص أثناء التمرين. تعلن المصادر الطبية أنه لا توجد قواعد ثابتة تحدد الوقت المناسب لممارسة الرياضة عند نزلة برد أو سعال، ولكن ثمة إرشادات عامة يجب الالتزام بها. يركز التقييم على ما إذا كانت الأعراض فوق الرقبة وعلى قدرة الفرد على الاستمرار في التمرين دون تفاقم الأعراض.
ينصح بممارسة الرياضة إذا كانت الأعراض محصورة في الجزء العلوي من الجسم وتشعر بأن لديك القدرة على ذلك، أما وجود أعراض أسفل الرقبة مثل السعال المستمر أو الحمى أو آلام الجسم فقد يعني أن جسمك بحاجة إلى الراحة. وتُبرز الإرشادات أن الاستمرار في التمرين في هذه الحالات قد يفاقم الحالة أو يرهقك أكثر. كما يوصي الخبراء بمراقبة الاستجابة البدنية أثناء التمرين وتعديل الشدة أو التوقف إذا شعرت بتدهور في الأعراض.
فحص الرقبة
فحص الرقبة هو مرجع تقليدي يستخدمه الأطباء لتوجيه قرار ممارسة الرياضة أثناء المرض. إذا كانت الأعراض فوق الرقبة مثل الزكام والعطس فمن المحتمل أن تكون ممارسة الرياضة آمنة. أما إذا كانت الأعراض أسفل الرقبة مثل التقيؤ أو السعال الشديد أو الحمى أو آلام بالجسم فالأفضل التوقف عن التمرين حتى تتحسن الأعراض.
يرجع الاعتماد على هذا الفحص إلى دراسات سابقة، لكنه ليس دقيقًا بشكل مطلق ولا يحل محل استشارة الطبيب. كما أن الدليل العلمي محدود، ويظل فهم الأعراض الدقيقة معياراً للموازنة بين الفائدة والمخاطر. عند وجود أمراض مزمنة تؤثر على التنفّس، ينصح بمراجعة الطبيب قبل استئناف النشاط البدني خلال المرض.
ممارسة التمارين الرياضية عند الإصابة بالحمّى
تشير الأدلة إلى أن ممارسة التمارين الشاقة أثناء وجود الحمى قد ترفع مخاطر سوء الحالة وتؤدي إلى جفاف بسبب فقدان السوائل. كما أن الحمى قد ترفع درجة حرارة الجسم بشكل خطير أثناء التمرين وتستنزف الطاقة وتقلل من قوة العضلات والتحمل. وتزداد احتمالية نقل العدوى للآخرين عندما تكون مريضاً وتشارك في نشاط بدني في صالة الألعاب.
بناءً على ذلك، يفضل الامتناع عن التمارين الشاقة عندما تصاحبها حمى والاعتماد على الراحة والترطيب حتى تعود الحرارة إلى مستواها الطبيعي. إذا شعرت بأنك لا تستطيع التنفس بشكل جيد أو واجهت دواراً أو إرهاقاً شديداً، فالتوقف عن التمرين واجب حتى يتحسن الوضع. وفي حال وجود أمراض مزمنة تؤثر في التنفّس مثل الربو أو أمراض القلب أو COPD، ينبغي استشارة الطبيب قبل استئناف أية ممارسة رياضية خلال المرض.
ممارسة الرياضة مع السعال
يختلف القرار بناءً على نوع السعال والأعراض المصاحبة. السعال الجاف العرضي قد يسمح بالتمارين إذا شعرت بالقوة. أما السعال المتوسط فلابد من التخفيف من الشدة. السعال المتكرر أو المصحوب ببلغم يتطلب التوقف عن الرياضة حتى تتحسن الأعراض. السعال الشديد يعيق التنفس ويجعل التمرين الذي يرفع معدل القلب أمراً صعباً ومجهداً للجسد.
إذا قررت الجري وأنت تعاني من السعال فاستمع إلى جسمك وتجنب التمارين التي تتطلب جهداً تنفسيًا كبيراً. امنح جسدك قسطاً من الراحة عند ظهور صعوبة في التنفس وتوقف عن التمارين حتى تتحسن الحالة. وفي حال وجود أمراض مزمنة تتعلق بالتنفّس مثل الربو أو أمراض القلب، فاستشر الطبيب المختص قبل البدء بممارسة التمارين أثناء المرض.
الجري مع سيلان الأنف
يعد احتقان الأنف وسيلانه من أعراض نزلات البرد التي تصيب الجزء العلوي من الجسم ويمكنك ممارسة التمارين إذا لم تظهر أعراض إضافية مثل السعال أو الحمى أو التعب الشديد. بحسب الإرشادات الطبية، لا تمنعك سيلان الأنف البسيط من النشاط إذا لم تتفاقم الأعراض. يجب تقليل الشدة وتجنب التمارين المكثفة عند وجود علامات إرهاق أو صعوبة في التنفس بسبب الاحتقان.
إذا لاحظت صعوبة كبيرة في التنفس بسبب الاحتقان، فاختر تمارين خفيفة أو راحة حتى تتحسن الأعراض. تذكر أن ممارسة الرياضة بانتظام تقوي المناعة وتقلل من احتمالية التهابات مستقبلية، لكنها ليست خياراً عندما تعاني من احتقان شديد أو إرهاق. وفي حال وجود مرض تنفسي مزمن مثل الربو أو أمراض القلب، يجب استشارة الطبيب قبل العودة للتمارين خلال المرض.


