تشير التقارير الصحية إلى أن ارتفاع الكوليسترول قد يظل دون أعراض ظاهرية، رغم أنه يعمل كخطر صامت يقتحم الشرايين ببطء. يؤثر الخلل في التمثيل الدهني على تدفق الدم ويجهد القلب دون علامات فورية، ما يجعل الكشف المبكر ضرورة صحية. قد يحافظ الشخص على مظهر صحي لسنوات بينما تتراكم الدهون في جدران الشرايين وتؤثر تدريجيًا في صحة القلب والشرايين.
أعراض مبكرة غير ملحوظة
يبدأ ارتفاع الكوليسترول غالبًا دون أن يشتكي المريض من أعراض، وتترسب الدهون تدريجيًا في جدران الشرايين. قد يشعر الشخص بإرهاق مستمر وقلة طاقة حتى مع فترات راحة كافية، نتيجة نقص الأكسجين والدم إلى العضلات والدماغ. قد ينتبه البعض إلى إشارات خفية عندما تخضع الحالة لفحص دوري ويكون الانتباه إليها دليلاً مبكرًا على الخطر.
ألم وضيق في الصدر
عندما تتراكم الترسبات وتضيق الشرايين المغذية للقلب، قد يشعر الفرد بوخز أو ألم في منطقة الصدر أثناء الجهد. غالبًا ما يشار إلى هذا الألم بالذبحة الصدرية، وهو علامة على أن الكوليسترول المرتفع بدأ يؤثر على الشرايين التاجية. يجب ألا يغفل المريض عن هذه الإشارات ويجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتعديل الخطة العلاجية عند الحاجة.
تغيرات في الجلد والعينين
قد تظهر بقع صفراء داكنة حول الجفون أو المفاصل وتسمى زانثوما نتيجة تراكم الدهون تحت الجلد. كما قد يظهر حول القرنية حلقة رمادية تعرف بالقوس الشيخوخي كدليل على ارتفاع الدهون في الدم. تعتبر هذه العلامات إشارة إلى احتمالية وجود اضطراب دهون شديد وتتطلب متابعة طبية وتقييمًا للدهون في الدم.
تنميل الأطراف وبرودتها
تؤدي الترسبات إلى تضيق الشرايين الطرفية التي تغذي اليدين والقدمين، مما يسبب تنميلًا متكررًا أو شعورًا بالبرودة في الأصابع حتى في الجو الدافئ. تكون هذه الأعراض مؤشرًا على نقص تدفق الدم إلى الأطراف ويجب فحص مستويات الكوليسترول وتقييم الدورة الدموية. كما تتطلب هذه العلامات إجراء تقييم شامل وتعديل نمط الحياة لتجنب تفاقم المشكلة.
الدوخة وتشوش الرؤية
عند تراجع تدفق الدم إلى الدماغ بسبب تضيق الشرايين، قد يعاني الشخص من دوخة أو فقدان توازن مؤقت، وأحيانًا تشوش في الرؤية. تعتبر هذه الأعراض إنذارًا مبكرًا وقد ترتبط بخطر سكتة دماغية صغيرة إذا استمرت أو تفاقمت. يجب مراجعة الطبيب فورًا عند ظهورها لتقدير الخطر وتحديد الخطة العلاجية الملائمة.
علامات خاصة لدى النساء
تشير الدراسات إلى أن النساء قد يظهرن أعراضًا مختلفة عن الرجال، مثل ألم في الفك أو الرقبة بدلًا من الصدر، أو الغثيان والتعرق البارد عند بذل جهد بسيط. بعد سن اليأس، قد ترتفع مستويات LDL وتقل مستويات HDL، مما يزيد من مخاطر أمراض القلب. لذلك توصي المراكز الصحية بإجراء فحص الدهون وتقييم المخاطر القلبية بشكل منتظم للنساء.
متى يصبح الذهاب إلى الطبيب ضرورة؟
من المهم عدم انتظار ظهور الأعراض الواضحة، حيث يعمل الكوليسترول غالبًا في الخفاء. ينصح بإجراء فحص دم شامل للدهون مرة كل عامين لمن هم دون الأربعين، وكل ستة أشهر لمن لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب. يجب التوجه إلى الطبيب فورًا إذا ظهرت علامات مثل ألم في الصدر أو الرقبة، تنميل في الأطراف، دوخة متكررة، أو تعب غير مبرر رغم الراحة.
أهمية التشخيص المبكر
يُعتبر الفحص المبكر للدهون في الدم الأساس لتجنب مضاعفات ارتفاع الكوليسترول، فبتحليل بسيط للدهون يستطيع الطبيب تحديد النوع الدهوني المرتفع ووضع خطة علاجية مناسبة تشمل النظام الغذائي والنشاط البدني والأدوية إذا لزم الأمر. يهدف ذلك إلى تقليل احتمالية تصلب الشرايين والنوبات القلبية في المستقبل من خلال رعاية شاملة للحالة. كما يساهم الكشف المبكر في تحسين النتائج الصحية وتجنب العواقب الطويلة الأجل.


