أعلن الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الجلسة الخامسة من الندوة الدولية ستعقد في القاهرة يومي 15 و16 ديسمبر 2025 تحت عنوان: الفتوى والقضية الفلسطينية: بين البيان الشرعي والواجب الإنساني. ويأتي الحدث برعاية من الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحضور دولي واسع من كبار المفتين وعلماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني من مختلف الدول. وتبرز الجلسة دور الفتوى في البيان الشرعي وتفسير الواجب الإنساني تجاه القضية الفلسطينية. وأشاد المفتي بنوعية الأوراق المطروحة وبصلتها الوثيقة بموضوع الجلسة من حيث الشرع والسياسة والواقع الحياتي.
أوراق البحث وملاحظات المفتي
ناقش الدكتور محمد العزازي، أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، ورقته المعنونة: الفتوى الشرعية والقضية الفلسطينية بين البيان الشرعي والواجب الإنساني. تميزت الورقة بتقسيم واضح وربط بين الرؤية الشرعية والإنسانية، مع قراءة مركزة تؤكّد عمق العلاقة بين العنوان وأوراق الجلسة. لفت المفتي إلى ضرورة التفريق بين اليهودية والصهيونية، واعتبر أن ما يصدر عن الحركة الصهيونية ليس بالضرورة تمثيلًا لكل اليهود. أشاد في ختام ملاحظاته بمقدِّم الورقة واعتبره علميًا دقيقًا وموضوعيًا.
أما ورقة الدكتور أحمد محمد الصاوي، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فكانت بعنوان: جهود المؤسسات الدينية المصرية في خدمة القضية الفلسطينية: دار الإفتاء المصرية أنموذجًا. قال المفتي إن الباحث ربط القضية بالواقع الحياتي وأبرز دور دار الإفتاء المصرية في خدمة هذه القضية. أشاد المفتي بوفاء الباحث بتراث العلماء، وأشار إلى سعي دار الإفتاء لإخراج سلسلة الأعمال الكاملة وتقديم رسالة دكتوراه عن الشيخ عبد المجيد سليم البشري، إضافة إلى الإخلاص لإبراز جهودها في معرض الكتاب القادم. كما لفت إلى أن الدار تسعى لتوثيق وإظهار إسهاماتها العلمية عبر مسعى مؤسسي رصين.
وعرضت الدكتورة رنا عبد الرحمن، أستاذة مساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات بكفر الشيخ في جامعة الأزهر، بحثها المعنون: توظيف الدين في الخطاب اليهودي المعاصر: حول أرض الميعاد. أشار المفتي إلى أن الأمة تعاني من فكرة اختطاف السياسة بالدين، مشيرًا إلى أن الباحثة تميّزت في بيان أن التوراة والتلمود قد يُستخدمان لأغراض سياسية خارج النصوص. وأكد أن الباحثة لم تتوقف عند توظيف الدين من قبل السياسيين والجماعات المتطرفة، بل تناولت آليات استخدام النصوص الدينية وفق الأهواء بما يعزز المعتقدات الفاسدة. ثم أثنى المفتي على دقة البحث وعمقه وتقديمه لتمييز واضح بين اليهودية والصهيونية.
أثنى الدكتور نجاح عثمان أبو العينين إسماعيل، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة دمياط، على ورقته: دور الفتوى في مواجهة التهجير القسري والالتزام بواجبات حب الوطن. أشار إلى خطورة قضية التهجير وأهميتها في سياق القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الوعي بالقضية والاستفادة من المنصات الرقمية والتعليمية يسهمان في مواجهتها. لفت إلى أن الورقة تعكس موضوعية عالية وتضيف مردودًا بحثيًا مميزًا للندوة. كما أكد أهمية ربط الفتوى بواجب الدفاع عن الوطن ضمن إطار انساني وقانوني واضح.
قدّم الدكتور إبراهيم أحمد محمود، مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالزقازيق، ورقة بعنوان: العلاقة بين الدعوة والفتوى في بيان الواجب الشرعي والواجب الإنساني تجاه القضية الفلسطينية. أوضح أن الربط بين الفتوى وعلوم الدعوة يحمي من التدليس ويعزز الفهم الصحيح للواقع، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على التوازن بين العاطفة والاعتبار الشرعي. أشار إلى أن هذا الارتباط لا يغيب عن الوعي العام، بل هو ركن أساسي في مواجهة التلاعب بالمفاهيم الدينية. وقد حظيت الورقة بتقدير الحضور لعمقها وارتباطها الوثيق بالواقع.
تتجاوز هذه الأوراق مجرّد العرض الأكاديمي لتؤكد أن القضية الفلسطينية تشكل مركزية حقيقية تجمع بين الشرع والواقع الإنساني، وتدفع المشاركين إلى تبني قراءة دقيقة ومسؤولة وتوثيقية للنصوص الدينية في سياقها السياسي والإنساني.
وتؤكد هذه الأعمال أن الندوة تعزز دور الفتاوى في تفعيل مؤسسات الزكاة والوقف لمكافحة الفقر وتحويل العمل الخيري إلى استثمار إنساني عبر دعم المشروعات الصغيرة، وهو ما يبرز كهدف استراتيجي للمؤتمر وترويجًا لتعاون دولي قائم على المبادئ الإنسانية والعدالة الاجتماعية.


