يعلن إيلون ماسك في إحدى حلقات بودكاست “People By WT F” أن المال سيختفي كمفهوم عندما تستطيع الذكاء الاصطناعي والروبوتات تلبية احتياجات الناس. يضيف أن الرواتب ستختفي تقريباً، وأن الاعتماد على المال كتوزيع للعمل سيتلاشى. ويؤكد أن هذا التحول قد يصبح واقعاً خلال عقدين من الزمن، حين تبلغ تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات مستوى يتيح تلبية الاحتياجات الأساسية بلا تكلفة كبيرة.

يؤكد أن المال سيقل شأنه بشكل كبير، وأن العمل قد يصبح اختيارياً وليس واجباً اقتصادياً ضرورياً. ويشير إلى أن النظام الاقتصادي قد يتخلى عن المال كعنصر ربط بين الناس والموارد، ما يجعل طريقة توزيع الموارد تعتمد على آليات أخرى غير النقود. وتطرح هذه الرؤية أسئلة حول المستقبل القريب للوظائف والحرية في اختيار ما يقضي الناس أوقاتهم فيه.

التبعات على توزيع الموارد والوظائف

باختصار، إذا استطاعت الروبوتات بناء المنازل وزراعة الطعام وتوفير الخدمات الأساسية بتكلفة شبه معدومة، فلن تكون الأجور هي الآلية التي تقرر من يحصل على الموارد. هذا يعني أن توزيع الموارد قد يتغير بشكل جذري، وتظهر أسئلة حول من يملك الموارد الأساسية وكيف تُدار العملية. وتطرح الرؤية تساؤلات حول مكانة العمل الشخصي والحرية في قضاء الوقت في أنشطة يختارها الإنسان.

وأشار ماسك إلى سلسلة الثقافة للكاتب إيان إم بانكس كأفضل تصور لهذا المستقبل. تصوّر الرواية أن المواطنين يمتلكون أي شيء تقريباً بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يجعل المال غير ضرورياً ويمنح الناس حرية قضاء أوقاتهم في ما يحبون. هذا المفهوم يعكس رؤيته لمجتمع يفاضل فيه الناس بين خيارات الحياة بناءً على الاهتمامات لا على الحاجة المادية.

أطر زمنية وتحديات تطبيقية

يشير ماسك إلى أن الحديث عن المستقبل يركز على احتمال أن يتحول العمل إلى هواية. وفي مقابلة سابقة، قال للزعيم البريطاني السابق ريشي سوناك إن الذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على فعل كل شيء، وأن العمل سيصبح غير ضروري. وتطرح هذه التصريحات سؤالاً حول الزمن الذي قد يتحقق فيه ذلك.

تشير تقنيات مثل ChatGPT وGoogle Gemini إلى تخفيض عبء بعض الأعمال الإدارية والتقنية. وبحلول 2029، أظهر استطلاع أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر للعاملين حتى 12 ساعة أسبوعياً، لكنها وعود لا تزال موضع جدل. وتؤكد أفيتال بالويت، رئيسة مكتب الأنثروبولوجيا سابقاً، أن كثيراً من الوظائف قد تصبح غير ضرورية خلال سنوات قليلة، وتقدّر أن نحو مليون روبوت بشري قد يحل محل الوظائف خلال فترة تقل عن عشر سنوات. وتؤكد أنه مع سياسات مناسبة يمكن أن يعيش العمال حياة مادية وآمنة مع هوايات وعلاقات وترفيه بعيداً عن العمل المأجور.

إذا تحقق هذا المسار، فقد يصبح الأرستقراطيون نموذجاً للمقارنة في توزيع الثروة والوقت.

شاركها.
اترك تعليقاً