يُعَرِّف ضعف التروية القلبية بأنه انخفاض في تدفق الدم المحمّل بالأكسجين إلى عضلة القلب نتيجة تضيق الشرايين التاجية بسبب تراكم الدهون والكوليسترول على جدرانها. مع مرور الوقت، يقل تدفق الدم إلى العضلة ويظهر ألم في الصدر أو ضيق في التنفّس عند بذل مجهود. تترتب هذه الحالة بعوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم، التدخين، السمنة، السكري، والتوتر النفسي. كما أن سوء النظام الغذائي وارتفاع استهلاك الأطعمة الدهنية يسرع من تطور الحالة ويزيد العبء على القلب.

تشير الإرشادات الصحية إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والدهون الصحية وقليل الصوديوم يمكن أن يخفف من نوبات الذبحة ويحسن ضخ الدم في الشريان التاجي. هذا النمط الغذائي يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار وتقليل الالتهابات وتخفيف العبء عن عضلة القلب. إلى جانب العلاج الدوائي، يعد الالتزام بنظام غذائي مناسب عاملًا رئيسيًا في السيطرة على الأعراض وتأخير تطور المرض.

المبادئ الغذائية لضعف التروية القلبية

الألياف والوقاية من الكوليسترول

الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان والبقول والفواكه والخضروات الورقية تساهم في خفض الكوليسترول الضار وتحسين حركة الجهاز الهضمي. هذه الألياف تقلل امتصاص الدهون وتدعم صحة الشرايين وتخفف الحمل على القلب. كما تساهم أيضًا في تنظيم مستويات السكر في الدم وتوفير الشعور بالشبع لفترة أطول.

الدهون الصحية والسمك

يفضل الاعتماد على الزيوت النباتية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وبذور الكتان وتجنب الدهون المشبعة. كما يمكن تناول الأسماك الدهنية مرتين أسبوعيًا للاستفادة من أحماض أوميغا-3 التي تحافظ على مرونة الشرايين وتقلل الالتهاب. كما يُفضل تقليل استخدام السمن والدهون المصنعة في النظام اليومي.

الحبوب الكاملة ومضادات الأكسدة

تشكل الحبوب الكاملة مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل مصدر طاقة مستمر دون رفع سريع لسكر الدم، ما يخفض الحمل على القلب. كما تدعم مضادات الأكسدة المتوفرة في الفواكه الملونة والحمضيات والكرز والتوت مقاومة الالتهاب وتقلل تلف الأوعية الدموية. وتساعد هذه المجموعة في إمداد الجسم بالطاقة بشكل مستدام وتقلل تقلب سكر الدم.

السوائل الصحية

يُعد الماء الخيار الأساسي للترطيب، ويمكن دعم الترطيب بتناول شاي الأعشاب غير المحلى مثل الزنجبيل أو الكركديه. كما يفضل تقليل القهوة والمشروبات السكرية قدر الإمكان. ويمكن تعزيز الترطيب باختيار مشروبات خالية من السكر قدر الإمكان وباستخدام الماء أيضاً.

أطعمة يجب تجنبها

ينبغي تجنب اللحوم الحمراء والمصنعة لأنها تحتوي على دهون مشبعة وكوليسترول يرفعان مخاطر انسداد الشرايين. كما يُفضل الحد من الأطعمة المالحة والمعلبة لأنها ترفع ضغط الدم وتزيد العبء على عضلة القلب. توجد الدهون المتحولة والمقليات في الوجبات السريعة والمخبوزات الجاهزة وتساهم في تصلّب الشرايين. وتُرفع المشروبات السكرية من النظام الغذائي لأنها ترفع مستويات الجلوكوز وتزيد احتمالات السمنة والسكري. وينصح أيضًا بتقليل المنتجات الغنية بالكوليسترول الحيواني مثل صفار البيض والزبدة وأعضاء اللحوم.

نمط حياة داعم للشفاء

يتطلب الشفاء اتباع نمط حياة متوازن يحافظ على صحة القلب. يُوصى بممارسة نشاط بدني معتدل مثل المشي اليومي وتمارين التنفّس بشكل منتظم. يجب الامتناع عن التدخين تمامًا ومراقبة مستويات السكر والضغط بانتظام. ينصح بالنوم الكافي وإجراء فحص دوري لمستوى الدهون ووظائف القلب.

نموذج ليوم غذائي

الإفطار: شوفان بالحليب خالي الدسم مع شريحة توست أسمر وقطعة فاكهة. الغداء: صدر دجاج مشوي مع أرز بني وخضار مطهو على البخار. العشاء: شوربة عدس بزيت الزيتون وقطعة خبز حبوب كاملة. الوجبات الخفيفة: حفنة مكسرات غير مملحة أو ثمرة تفاح.

تؤكد هذه الخطة أن الالتزام بالنظام الغذائي ونمط الحياة الصحي يمكن أن يحسن التروية القلبية، مع ضرورة المتابعة الطبية المستمرة. يجب عدم تغيير العلاجات أو إضافة أطعمة دون استشارة الطبيب المختص. يظل الهدف الأساسي تقليل الأعراض وتأخير تطور المرض من خلال ربط العلاج الدوائي بنمط حياة صحي.

شاركها.
اترك تعليقاً