توضح الدراسات الصحية أن النوبات القلبية تتكرر بشكل أكبر في ساعات الصباح الأولى، خاصةً بين الساعة 3 و4 صباحًا. ليس السبب محصورًا في اضطرابات النوم أو تناول وجبة ليلية، بل ترتبط الظاهرة بتغيرات هرمونية ونشاط الدم في ذلك الوقت. ويربط الباحثون الارتفاع المؤقت لهرمون الكورتيزول وبروتين PA1 في الدم بزيادة احتمال تكون جلطة قد تؤدي إلى النوبة القلبية. هذه المعطيات تدفع إلى اليقظة الصحية وضرورة التعرف على علامات النوبة ومراجعة مخاطر القلب بشكل عام.

أعمار الإصابة لدى النساء

تشير الإحصاءات إلى أن متوسط عمر إصابة المرأة لأول نوبة قلبية يبلغ 72 عامًا، وهو أعلى بمقدار نحو سبع سنوات من متوسط عمر الرجال عند 65.5 عامًا. وكانت هذه الفروق تعكس اتجاهًا في العقد الأخير حيث انخفض عمر الإصابة بشكل عام في بعض الحالات، وفي المقابل أظهرت بيانات حديثة زيادة طفيفة في حدوث النوبات لدى من دون الأربعين بنسبة 2% خلال العقد الماضي. ويرجح الخبراء أن تغيّرات نمط الحياة والتغذية قد تسهم في هذه الاتجاهات المتفاوتة.

أسباب النوبات الصباحية المبكرة لدى النساء

تُعزى معظم النوبات القلبية إلى مرض الشريان التاجي الناتج عن تراكم اللويحات في الشرايين المؤدية إلى القلب، ما قد يعوق تدفق الدم في الشريان التاجي. يمكن أن تُعوق هذه اللويحات تدفق الدم إلى القلب أو تسدّه كليًا، مما يسبب النوبة القلبية. وفق معهد NHLBI، توجد عوامل خطر خاصة بالنساء تشمل ارتفاع سكر الدم، ارتفاع ضغط الدم، انقطاع الطمث، مضاعفات الحمل، انخفاض النشاط البدني، والتوتر العالي. ويُعتقد أن ارتفاع الكورتيزول في الصباح أو وجود بروتين PA1 في الدم قد يزيد خطر تكون جلطة دموية، وهو ما يفسر بعض النوبات الصباحية. تبقى المسألة مرتبطة بتغيرات نمط الحياة والعوامل اليومية التي قد ترفع هذه المخاطر.

علامات النوبة القلبية لدى النساء

لا تعكس أعراض النوبة القلبية لدى النساء دائمًا ألمًا في الصدر أو الذراع، فهن أكثر عرضة للشعور بضيق التنفس وألم في الفك وعسر الهضم والقلق. وقد تظهر علامات تحذيرية دون ألم الصدر أحيانًا، وهو ما يجعل التمييز بين مشكلة قلبية وأخرى أكثر صعوبة. وتُشير الإحصاءات إلى أن تشخيص النوبة القلبية لدى النساء قد يكون خاطئًا في نحو 5% من الحالات، مقارنة بنحو 3% لدى الرجال، مما يجعل التعرف المبكر على الأعراض أمراً حاسمًا.

هل النوبات الصباحية أكثر خطورة؟

تشير الدراسات إلى أن النوبات التي تحصل في ساعات الصباح قد تحمل تلفاً أكبر في عضلة القلب عند وقوعها بين السادسة صباحًا والظهر، مقارنةً بنوبات لوقت لاحق من اليوم. وفي الوقت نفسه لا يوجد اتفاق قاطع حول ما إذا كان التوقيت بحد ذاته يزيد الخطر أم أن التأخر في الوصول إلى الرعاية هو العامل الحاسم. وعلى الرغم من ذلك، يمكن اعتبار النوبات الصباحية أكثر خطورة بشكل محتمل، وهو ما يستلزم سرعة التدخل الطبي.

المتابعة والرعاية

بعد النوبة قد تضعف وظيفة عضلة القلب وتحدث اضطرابات في النظم القلبية، وهو ما يستدعي متابعة طبية دقيقة. ينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي يشمل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة تمارين رياضية معتدلة وخفض مستويات الكوليسترول والوزن إذا لزم الأمر. كما أن التقييم المستمر للمخاطر القلبية ومراقبة العلامات التحذيرية يساعد في تقليل احتمالية النوبات المتكررة.

شاركها.
اترك تعليقاً