يوضح هذا التقرير أن التهاب الزائدة الدودية من الحالات التي قد تتحول في لحظة إلى خطر يهدد الحياة إذا لم يتم التدخل الجراحي بسرعة. يذكر أن الإهمال في العلاج لا يقتصر على الألم بل قد يؤدي إلى مضاعفات شديدة تتطور بسرعة تفوق التوقع. يؤكد أن التأخر في العلاج يفضي إلى انفجار الزائدة وتسرّب العدوى إلى تجويف البطن، ما يسبب التهاب الصفاق وهو واحد من أخطر حالات الطوارئ الجراحية. بذلك يصبح الاكتشاف المبكر والتدخل السريع حجر الأساس للنجاة وتقليل المضاعفات إلى حد كبير.
المراحل المبكرة للمضاعفات
في المراحل الأولى، يقتصر الالتهاب على الزائدة نفسها، لكن استمرار العدوى دون علاج يسمح بتكاثر البكتيريا وامتلاء التجويف بالصديد. وتدفع هذه الحالة جدران الزائدة إلى الضعف حتى ينفجر الجزء المصاب. عندئذ تتسرب الميكروبات والسموم إلى البطن محدثة التهابًا حادًا في الغشاء البريتوني ويرتفع فيها الحرارة وتزداد الألم بشكل شديد. غالبًا ما يستلزم هذا الوضع تدخلاً جراحيًا عاجلًا لإنقاذ المصاب وتفادي انتشار العدوى إلى باقي التجويف.
خراجات بطنية وخطة العلاج
أحيانًا يحاول الجسم احتواء العدوى بتكوين خراجات في النسيج المصاب، وتحتوي هذه الخراجات على صديد وسوائل ملوثة. إذا لم تُكتشف مبكرًا، يمكن أن تنفجر هذه الخراجات وتعيد إشعال التهاب الصفاق. يتطلب علاج الخراجات عادة مزيجًا من المضادات الحيوية وتصريفه تحت إشراف جراحي دقيق لمنع انتشار العدوى. وجود الخراجات يجعل التعامل مع الحالة أكثر تعقيدًا ويتطلب متابعة دقيقة للوضع الصحي للمريض.
العدوى وتسمم الدم
تُعد تسمم الدم من أخطر المضاعفات عندما تتحرر البكتيريا من موقع الالتهاب إلى مجرى الدم. يواجه الجسم استجابة مناعية قوية تتسبب في انخفاض ضغط الدم واضطراب في ضربات القلب وتلف في أعضاء حيوية كالكبد والكلى. في غياب العلاج الفعال يمكن أن يتحول الوضع إلى صدمة إنتانية خلال ساعات معدودة. وبعد السيطرة على الالتهاب، قد تترك الزائدة آثارًا مزمنة، مثل التصاقات في الأمعاء مما يسبب انسدادًا ويستلزم أحيانًا جراحة إضافية.
وحتى مع السيطرة على الالتهاب الحاد، تبقى آثار الزائدة غير المعالجة في بعض الحالات، وتؤدي عمليات الالتئام غير المنظمة إلى التصاقات في الأمعاء وتسبب انسدادًا في الجهاز الهضمي وألمًا مزمنًا. وتلزم الحالات المتقدمة إقامة طويلة في المستشفى ومضاعفات أشد مقارنة بعملية استئصال بسيطة. لذا يعد التشخيص المبكر والتدخل الجراحي السريع حجر الأساس للوقاية من المضاعفات، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن حيث تكون الاستجابة المناعية أضعف وتزداد مخاطر الانفجار.


