ينشأ اضطراب نقص هرمون النمو عندما لا تفرز الغدة النخامية كمية كافية من هرمون النمو. يؤثر هذا النقص في النمو الجسدي وتطور العظام والعضلات، كما يشارك في تنظيم التمثيل الغذائي ومستويات السكر في الدم. يمكن أن يظهر النقص لدى الرضع والأطفال والبالغين، وتختلف الأعراض باختلاف العمر ومرحلة النمو التي يظهر فيها.
دور الغدة النخامية
تقع الغدة النخامية في قاعدة الدماغ أسفل منطقة تحت المهاد وتتكون من فص أمامي وفص خلفي. ينتج الفص الأمامي هرمون النمو إلى جانب عدد من الهرمونات الأخرى، وتصل مجموعها إلى ثمانية هرمونات تتحكم في وظائف حيوية متعددة في الجسم. تسهم هذه الهرمونات جميعها معاً في تنظيم النمو والتغذية وتبادل الطاقة وبناء العظام والعضلات والحفاظ على توازن الأيض في الجسم.
دور هرمون النمو في الجسم
يلعب هرمون النمو دوراً محورياً في تحفيز نمو الطول عند الأطفال وتطوير العظام والعضلات. كما يساهم في تنظيم توزيع الدهون وعمليات الأيض الأساسية والحفاظ على مستويات السكر في الدم. بعد انتهاء صفائح النمو في العظام، يبقى الجسم بحاجة إلى هرمون النمو للحفاظ على التوازن الأيضي وبنية الجسم الطبيعية.
ماذا يحدث عند نقص هرمون النمو؟
يؤثر النقص في هرمون النمو على الرضع والأطفال بشكل خاص بمظاهر مثل تأخر النمو وقصر القامة وتطور جسدي أبطأ من المتوقع. بينما لدى البالغين يظهر زيادة في نسبة الدهون وتراجع في الكتلة العضلية وارتفاع مستويات السكر في الدم وارهاق متكرر. تختلف الأعراض حسب العمر وموعد ظهور النقص ومدة استمرار الحالة.
علامات وأعراض عند الأطفال
تُعد البطء في معدل النمو من أبرز علامات نقص هرمون النمو لدى الأطفال، خاصةً بعد سن الثالثة. يبلغ معدل النمو السنوي عادة أقل من 3.5 سم في الحالات المصابة. كما يظهر الوجه أقصر نسبيًا من المتوقع، وتضعف أمور أخرى مثل نمو الشعر والأظافر وتأخر ظهور الأسنان. قد يصاحب النقص أحياناً نقص في هرمونات نخامية أخرى مثل الهرمون المضاد لإدرار البول والهرمون المنبه للجريب والهرمون اللوتيني والهرمون المنبه للغدة الدرقية وهرمون موجه قشر الكظر.
كيف يُعالج نقص هرمون النمو؟
يعتمد العلاج بشكل أساسي على حقن هرمون النمو الصناعي بجرعات يحددها الطبيب وتحت متابعة طبية منتظمة. يبدأ العلاج في سن مبكرة لتحقيق أفضل النتائج وتطوره على المدى الطويل. وتؤكد الأبحاث والتجارب أن التشخيص المبكر يغيّر مسار الحالة ويحسن نوعية الحياة مستقبلاً.


