يحقق الأشخاص في الأربعينيات توازنًا صحيًا عبر اعتماد نمط حياة متكامل يشمل الإقلاع عن التدخين وتناول غذاء صحي وممارسة الرياضة بانتظام، إضافة إلى المتابعة الدورية للفحوصات الطبية. وتؤدي هذه الممارسات إلى تقليل مخاطر الإصابة بمشاكل مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان في هذه المرحلة من الحياة. وتوضح الجهات الصحية ضرورة التخطيط المستمر وتقييم المخاطر من خلال فحوصات دورية ومواعيد محددة. وتعتبر الوقاية والتقييم المبكر من أهم عناصر الحفاظ على الصحة في الأربعينات.
المشكلات الصحية الشائعة في الأربعينيات
قد تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل صحية لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا فأكثر، خاصة إذا توفرت عوامل خطر إضافية مثل التدخين أو فرط الوزن. وتشمل أبرز هذه المشاكل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، لذا يجب إجراء تقييمات دورية لمخاطر الإصابة وفق العوامل الموجودة. ويعتمد تكرار هذه الفحوصات على وجود عوامل خطر وتاريخ صحي عائلي، وهو ما يحدده الطبيب المختص.
الفحوصات والوقاية
ينبغي فحص ضغط الدم بانتظام بدءًا من سن 18 عامًا، وإذا كان مرتفعًا فسيكون اتباع نمط حياة صحي وخفض الوزن وتجنب الملح الزائد من الأساسيات. وغالبًا ما يصف الطبيب أدوية للسيطرة عليه عند الحاجة، كما يساعد الحفاظ على وزن مناسب وممارسة نشاط بدني منتظم في تقليل المخاطر القلبية المرتبطة به. ولأن الضغط المرتفع غالبًا لا يظهر أعراض مبكرة، فإن الفحص الدوري هو أفضل وسيلة للكشف المبكر والوقاية.
الكوليسترول والدهون
ابتداء من سن 45 عامًا، ينبغي فحص مستوى الكوليسترول والدهون كل 5 سنوات، وفي وجود عوامل مخاطر يزيد التكرار ليصل إلى فحص كل سنتين. وتساعد نتائج الفحص في توجيه التوصيات الغذائية وقرارات العلاج بالتعاون مع الطبيب المعالج. ويؤدي الحفاظ على مستويات دهون صحية إلى تقليل احتمالات أمراض الشرايين والجلطات الدموية في المستقبل.
السكر من النوع الثاني
إذا كنت فوق سن الأربعين، ينصح بإجراء فحص سكر الدم كل ثلاث سنوات لمعرفة ما إذا كان لديك عوامل خطر للإصابة بداء السكري من النوع الثاني. وإذا كانت النتائج غير طبيعية فيفترض إجراء فحص دم إضافي أو متابعة سنوية بحسب توجيهات الطبيب. كما يظهر أن تبني أسلوب حياة صحي، مثل ممارسة الرياضة وتبني غذاء متوازن، يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بالسكري أو يساعد في إدارته بفعالية.
فحص عنق الرحم وفحص النساء
فحص سرطان عنق الرحم هو الأفضل كل 5 سنوات للنساء بين 25 و74 عامًا، لأن فيروس الورم الحليمي البشري يمثل عامل خطر رئيسيًا. ويتيح هذا الفحص اكتشاف تغيرات مبكرة في الخلايا يمكن معالجتها قبل أن تتحول إلى سرطان. وتختلف التوصيات حسب التاريخ الطبي ونصائح الطبيب المعالج وفقًا لكل حالة.
سرطان البروستاتا
لا يحتاج جميع الرجال إلى فحص البروستاتا، لكن يوصى بإجرائه كل سنتين بدءًا من سن 45 عامًا في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا. وتساعد النتائج في الكشف المبكر وتحسين خيارات العلاج إذا كان هناك حاجة. وتحدد الاستشارة الطبية ما إذا كان هذا الفحص مناسبًا أم لا بناءً على المخاطر الفردية.
سرطان القولون والمستقيم
إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أو المستقيم في الأربعينيات من عمرك، فقد يوصي الطبيب بفحص الدم الخفي في البراز كإجراء كشف مبكر. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من سلسلة فحوصات روتينية يمكن أن تساعد في اكتشاف مرض القولون مبكرًا عند وجود نزف مخفي. وتختلف التوصيات بحسب التاريخ العائلي وتنظيم الرعاية الصحية في بلدك.
الصحة النفسية والعاطفية
في الأربعينيات قد يتأثر التوازن بين العمل والأسرة ومسؤوليات رعاية الآخرين على الصحة النفسية. ويمكن حماية الصحة النفسية والجسدية من خلال إدارة التوتر وطلب الدعم مبكرًا عند وجود قلق أو اكتئاب. كما يظل الحديث مع الطبيب حول أي أعراض مستمرة خيارًا مهمًا للوقاية والعلاج المبكر.
نصائح لمواليد الثمانينات للحفاظ على الصحة
مارس النشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع، ويفضل يوميًا إذا أمكن. يشمل ذلك المشي السريع أو الرقص أو أي نشاط يرفع معدل ضربات القلب. كما تُوصى بممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا مثل الضغط والقرفصاء، فكل نشاط بدني أفضل من لا شيء وتجنب الجلوس الطويل.
اعتمد نظامًا غذائيًا صحيًا يركز على عناصر غذائية تدعم الصحة الدماغية والعضلية وتساعد البشرة على البقاء في حالة جيدة مع التقدم في العمر. تشمل العناصر المهمة فيتامينات ب، والمغنيسيوم، وفيتامين د، والبروتين، مع التنويع في المصادر الخضراء والبرتقالية واللحوم والبقول. وتؤدي التغذية المتوازنة إلى دعم الصحة العامة والرشاقة عند المرور بمرحلة الأربعينيات.
امتنع عن الإجهاد الذهني من خلال أنشطة تحفّز التفكير مثل الهوايات وقراءة الكتب وتحديات الألعاب الذكية، فهذه الأنشطة تساهم في الحفاظ على اليقظة الذهنية. وتساعد ممارسة هذه الأعمال على تقوية الذاكرة والمرونة الذهنية مع مرور الوقت. حافظ أيضًا على روتين يومي يعزز التركيز والانتباه خلال اليوم.
النوم العميق ينعكس إيجابًا على الجسم والعقل؛ لذلك اعتمد روتين نوم منتظم وتجنب الإفراط في الكافيين وتخفيف استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل. كما يساعد خلق بيئة نوم مريحة وتحديد مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ في الوصول إلى نوم أعمق وأكثر راحة. وتجنب الإجهاد والتوتر قبل النوم للمساعدة على الاستغراق في النوم واستعادة الطاقة في الصباح.


