أعلنت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة تنظيم مؤتمر بعنوان التحول الصناعي نحو اقتصاد منخفض الكربون في 16 ديسمبر 2025، ليكون حول فرص وتحديات قطاعي الأسمنت والألومنيوم في ضوء آلية تعديل حدود الكربون CBAM. أكدت الهيئة أن المؤتمر يأتي في إطار دعم الدولة للاقتصاد الأخضر وتطوير قدرة الصناعة الوطنية على التكيف مع المتغيرات البيئية العالمية. شارك في الحدث ممثلون عن الجهات الحكومية والقطاع الخاص وممثلو الصناعات الاستراتيجية، مع حضور واسع لخبراء ومهتمين بالموضوع. كما أشارت الهيئة إلى أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة الأطر والتجارب العملية لدعم التطبيق الفعلي لـ CBAM وتوطين مفاهيم الإنتاج الأنظف.

أهداف المؤتمر والمحاور

أكدت الدكتورة داليا الهواري، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة، أن الأسمنت والألومنيوم يمثلان ركائز صناعية استراتيجية لمصر. أشارت إلى أن CBAM تتيح فرصاً حقيقية لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية إلى الأسواق العالمية، مع الإشارة إلى أن نسبة الانبعاثات في مصر لا تتجاوز 0.69% من الإجمالي العالمي. أوردت الهواري أن المشروعات القومية للطاقة النظيفة مثل بنبان للطاقة الشمسية ومشروعات الرياح بخليج السويس ومشروع الهيدروجين الأخضر بالعين السخنة تشكل محاور رئيسية لإعادة تموضع الصناعة المصرية ضمن خريطة الاقتصاد الأخضر. وأكدت أن تعزيز العلاقات المصرية-الأوروبية يندرج ضمن السعي لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتحول الأخضر وجذب الاستثمارات المستدامة.

التنسيق والجهود التنفيذية

قدمت الدكتورة نرمين أبو العطا عرضاً شاملاً حول الإنتاج الأخضر ودوره في دورة حياة المنتج ورأس المال، إضافة إلى أدوات التمويل الأخضر والمبادرات الوطنية الداعمة لتمويل القطاع الصناعي. أكدت أهمية تبني سياسات وطنية لخفض الانبعاثات الكربونية وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا النظيفة بما يضمن توافق المنتجات المصرية مع المعايير الدولية ويعزز قدرتها التنافسية. كشفت الهيئة عن خطة عمل داخلية لمواجهة متطلبات CBAM من خلال المشاركة في مجموعة العمل الوزارية المعنية برئاسة نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وبأمانة فنية من الدكتورة أبو العطا، وبمشاركة ممثلي الوزارات المعنية والقطاع الخاص.

دور الرقابة والتمويل المستدام

سلطت نورهان أشرف من الهيئة الرقابة المالية الضوء على جهودها في دعم الاستدامة من خلال سوق الكربون الطوعية ودورها في جذب الاستثمارات المستدامة، مشيرة إلى إنشاء أول سوق طوعي لتداول شهادات خفض الانبعاثات. كما عرض مصطفى حواس، خبير الاستدامة بالبورصة المصرية، سبل تمكين الشركات من المشاركة في الأسواق الطوعية وتوفير فرص التمويل الأخضر للمشروعات الصناعية المستدامة. وتناول ناصر ثابت، رئيس القطاعات المالية بشركة مصر للألومنيوم، الفرص والتحديات التي يواجهها القطاع في ظل CBAM، مؤكدًا أن الالتزام بالمعايير البيئية وتبني التكنولوجيا النظيفة وتحسين كفاءة الطاقة أساسي لتعزيز المنافسة والحفاظ على الحصة السوقية العالمية.

خلاصة وتوجهات مستقبلية

اختتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية تعزيز التحول الصناعي نحو الاقتصاد الأخضر وتوطين ممارسات الاستدامة في القطاعين العام والخاص. أكدت الهيئة حرصها على تعزيز بيئة استثمارية جاذبة وتوفير آليات لدعم الشركات في التكيف مع المتغيرات البيئية العالمية. شدد المشاركون على ترسيخ الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجالات الطاقة النظيفة والتحول الأخضر وجذب الاستثمار المستدام، بما يعزز قدرة الصناعة الوطنية على المنافسة على المستوى العالمي.

شاركها.
اترك تعليقاً