ما هو الوسواس القهري

يُعرّف الوسواس القهري بأنه اضطراب نفسي معقد يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويتميز بوجود أفكار متكررة ومزعجة تدفع المصاب إلى القيام بسلوكيات محددة لتخفيف القلق الناتج عنها. تتضمن هذه الحالة فئتين رئيسيتين: الوساوس التي تكون أفكاراً أو صوراً أو نزعات متكررة وغير مرغوبة وتسبب القلق، والأفعال القهرية التي يقوم بها الشخص بشكل متكرر لتقليل ذلك القلق. كما يعاني المصاب غالباً إحساساً داخلياً بالضغط أو الإلحاح يجعل من الصعب التوقف عن هذه السلوكيات، ما يؤدي إلى إرهاق نفسي وجسدي مع استمرار التفكير القهري.

الأحاسيس الجسدية المرتبطة

وعندما تترافق الوساوس مع أحاسيس جسدية، قد يشعر بعض المرضى بأن شيئاً يمشي على الجسم أو بحرارة شديدة مع حكة أو تهيّج يتكرر بلا سبب واضح. وهذا النوع من الأحاسيس قد يظهر كإحساس paresthesia أو كخدش وشعور بالحساسية المفرطة، حيث يفسر الدماغ الإشارات الطبيعية كتهديد خارجي. يربط المصاب بين هذه الأحاسيس والوسواس أو الخوف، مما يدفعه إلى تكرار التحقق أو فرك الجسم لخفض القلق. تشير هذه الظواهر إلى أن الأحاسيس الجسدية قد تكون جزءاً من اضطراب الوسواس القهري أو اضطرابات القلق المصاحبة، وليست علامة مرض جسدي خطير بذاته.

أسباب الأحاسيس الجسدية

ينتج عن القلق والضغط النفسي أن تصبح الحساسية الجلدية واضحة، ويمكن أن يؤثر التوتر الشديد في استشعار الجسم وتظهر أحاسيس غير واقعية. كما يفسر الدماغ الإشارات الطبيعية المتمثلة في وخز خفيف أو حكة بطريقة مبالغ فيها عندما تكون الحواس في حالة فرط نشاط خلال وجود الوسواس القهري. وعندما يربط الدماغ هذه الإشارات بالخطر، يزداد القلق وتزداد الرغبة في التكرار القهري كآلية تهدئة.

طرق التعامل مع الأحاسيس

تعترف الحالة بأن هذه الأحاسيس جزء من الوسواس القهري وليست علامة مرض جسدي خطير، وهو ما يساعد في تقليل الخوف. توصي الإرشادات العلاجية بالعلاج السلوكي المعرفي CBT كعلاج فعال لتقليل الوساوس وتفسير الأحاسيس بشكل أكثر واقعية. كما تُستخدم تقنيات التعرض ومنع الاستجابة ERP لتعريض الدماغ للأحاسيس غير الواقعية مع منع الاستجابة، ما يساعد على التوقف عن تكرار سلوك التحقق أو فرك الجسم.

يمكن أن تخفف بعض مضادات الاكتئاب أو أدوية العلاج القهري من القلق وتقلل من الأحاسيس الغريبة. وتساهم تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا في تقليل التوتر النفسي والجسدي. كما يُحذر من العادات المؤذية مثل خدش الجلد أو التحقق المستمر لأنها تزيد من شدة المشكلة وتطيل فترة التعافي.

متى يجب مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب إذا تسببت الأحاسيس في ألم شديد أو أظهرت جروحاً ودماء، أو إذا كان الوسواس القهري يعوق الحياة اليومية. كما يجب استشارة مختص نفسي في حال وجود قلق شديد أو اكتئاب أو أفكار إيذاء النفس مصاحبة للأعراض. يحدد الطبيب النفسي أو الأخصائي السلوك العلاج الأنسب ويضع خطة مواجهة للوسواس القهري والأحاسيس الجسدية بشكل علمي وآمن.

شاركها.
اترك تعليقاً