يواجه الناس هذه الفترة قلقًا وحيرة من السعال والحمى، وتزداد الأسئلة حول الفرق بين كورونا والإنفلونزا الموسمية هذا الشتاء. فالأعراض تتشابه في كثير من الحالات، ما يجعل من المهم فهم الفروق الأساسية وطرق الوقاية وموعد طلب الرعاية الطبية. ويشير الخبراء إلى أن معرفة كيفية ظهور الأعراض وتطورها يساعد في اتخاذ القرار المناسب حول الفحص والعلاج.

فروق في الأعراض وأسبابها

توضح الدكتورة بوجا راميش، أخصائية أمراض الرئة، أن فقدان حاسة التذوق أو الشم لم يعد المؤشر الأكثر موثوقية بسبب تعدد السلالات الجديدة. وتؤكد أن كل مرضين يسببهما فيروسان مختلفان ولكل واحد منهما مساره العلاجي ونتائجه بعد الشفاء. كما أن الإنفلونزا عادة ما تظهر أعراضها فجأة وتتميز بحمى قوية وآلام جسدية شديدة مع سعال مبكر، بينما تُظهر كورونا بداية أبطأ وتدريجيّة مع احتقان بالحلق وإرهاق قد يتفاقم مع مرور الأيام.

سرعة ظهور الأعراض

توضح الرعاية الصحية أن الإنفلونزا غالباً ما تبدأ خلال يوم إلى أربعة أيام من التعرض للفيروس وترافقها حمى شديدة وآلام جسدية قوية مع سعال مبكر. أما كورونا فغالباً يظهر خلال فترة تتراوح بين يومين و14 يومًا من التعرض، وهذا ما يجعل一定اً من الحالات يعتمد على مدى سرعة اتخاذ إجراءات الفحص. وتلاحظ الدكتورة أن أعراض الإنفلونزا تميل إلى الظهور بشكل مفاجئ، بينما كورونا تتطور تدريجيًا مع بداية أعراض أكثر ظلماً في المراحل التالية.

أعراض وطرق التفريق

تشير الدكتورة راميش إلى أن أعراض الإنفلونزا تميل إلى الظهور المفاجئ مع حمى شديدة وآلام جسدية قوية وصداع مبكر وسعال مبكر. أما أعراض كورونا فتميل إلى بداية تدريجية مع حكة أو ألم في الحلق وإرهاق يزداد مع الأيام، وقد يظهر السعال لاحقًا وتقل احتمالية فقدان حاسة التذوق أو الشم مقارنةً بالماضي. كما يعتبر ضيق التنفس من أكثر الأعراض إثارة للقلق عندما يتعلق الأمر بكوفيد-19، خصوصًا لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وعادةً ما يظهر بين اليوم الرابع وحتى الثامن من المرض. أما الإنفلونزا فقد تسبب مشاكل في التنفس أحيانًا لكنها أقل شيوعاً مقارنة بكوفيد، وغالباً تحدث بسبب مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي.

متى تطلب استشارة الطبيب

تنصح الدكتورة راميش بالتماس المساعدة من طبيب مختص عند ملاحظة أعراض مثل حمى شديدة لا تنخفض وصعوبات في التنفس وألم مستمر في الصدر وإرهاق شديد وتشويش ذهني، كما أن سرعة التنفس لدى الأطفال قد تكون علامة خطرة تستدعي التقييم المبكر. وتؤكد أن التقييم الطبي المبكر يساعد في توجيه العلاج المناسب لأي من العدويين. كما يجب الانتباه لعلامات الجفاف لدى الأطفال أو تغيّر الوعي أو وجود أعراض شديدة أخرى حتى لو بدت في البداية بسيطة.

الوقاية واللقاح

وتؤكد الدكتورة راميش أن الوقاية لا تقتصر على العلاج، بل تبدأ بالتطعيم الذي يقلل خطر الإصابة بالأمراض الشديدة، فيُفضل تلقي لقاح كوفيد-19 واللقاح الموسمي للإنفلونزا، ويمكن أخذ اللقاحين معاً في نفس الزيارة إذا كان ذلك متاحًا عند الموعد نفسه. وتضيف أن اتباع قواعد النظافة والتباعد الاجتماعي خطوة مهمة، بما في ذلك غسل اليدين لمدة لا تقل عن 20 ثانية واستخدام معقم اليدين عند غياب الصابون، إضافة إلى ارتداء كمامة في الأماكن المغلقة والمزدحمة وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس وتجنب لمس الوجه. كما ينصح بالحفاظ على مسافة آمنة بينك وبين الآخرين في الأماكن المغلقة وتجنب الأماكن المزدحمة والغير مهوّاة جيدًا.

شاركها.
اترك تعليقاً