تتألق بوسان كمدينة ساحرة وجذابة، ثاني أكبر المدن في كوريا من حيث السكان وتبقى محط اهتمام العاشقين للشواطئ والتاريخ. لقد شكل تدفق مئات الآلاف من اللاجئين من جميع أنحاء شبه الجزيرة إلى بوسان، التي كانت آخر ملاذ آمن خلال الحرب الكورية، مدينة مادياً وثقافياً. كما تعد المدينة مهد السينما الكورية، حيث يقام مهرجان بوسان السينمائي الدولي منذ ثلاثين عاماً. وتواجه المدينة انخفاضاً في عدد السكان مع هجرةٍ متزايدة إلى سيول، التي تستغرق الرحلة إليها ساعتين ونصف عبر السكك الحديدية السريعة، لكن من يبقى في المدينة يُبقيه الإصرار الداخلي على أن بوسان مدينة لا مثيل لها.
تؤكد نيويورك تايمز أن بوسان من بين أجمل المدن في كوريا.
سوقان تاريخيان يميزان بوسان
ازدهر سوقا بوسان في وسط المدينة بعد فترة قصيرة من الحرب الكورية، الأول هو شارع بوسو للكتب، زقاق تصطف فيه المتاجر حيث كان اللاجئون يبيعون كتبهم للبقاء على قيد الحياة. والثاني هو غووكجي، وهو واحد من أكبر الأسواق في كوريا الجنوبية ويضم مجموعة متنوعة من السلع، بما فيها حاجيات شخصية وأكوام من الملابس المستعملة. يبدأ سعر القطعة من 2000 وون كوري، أي نحو 1.40 دولار. ابحث هناك عن متجر «بوملسوم»، وهو متجر ومتحف يحفظ أشياء قديمة تعود إلى الستينات فما بعدها، مثل أجهزة الإشعار والاستدعاء وأوانٍ زجاجية تحمل شعارات بطولة الألعاب الأولمبية لعام 1988. ويمكنك اختيار وجبة خفيفة من المنطقة التجارية القريبة حيث يقام مهرجان بوسان السينمائي الدولي، وتجد في زقاق أكل الشوارع بالحي سيات هوتيوك المحشو بالبذور والسكر.
قرية غامتشيون الثقافية وحيها الملون
أُنشئت قرية غامتشيون الثقافية على منحدرات تشونماسان خلال الحرب الكورية كمستوطنة لطائفة دينية تُعرف بتايغوكدو، وامتد عدد سكانها حتى وصل إلى 30 ألفاً. عاشت عائلات كاملة في منازل لا تزيد مساحتها على 355 قدماً مربعاً، وكان المجتمع يعتمد على بضع عشرة من الحمامات فقط. بدأت موجة المغادرة في الثمانينات، ثم حول مشروع تنمية عام 2009 المنازل المهجورة إلى منطقة جذب سياحي. اليوم تقفل أكثر متاجر الهدايا قبل السادسة مساء، لكن الإضاءة والمشهد الليلي يضفيان جمالاً لالتقاط الصور قرب تمثال الأمير الصغير لأنطوان دو سانت إكزوبيري. لا يزال يعيش بالمدينة نحو 1,500 شخص، كثير منهم كبار السن، لذا من الأفضل الالتزام بمسار محدد والخروج قبل الساعة الثامنة والنصف مساءً مع الدخول مجاناً.
سوق جاغالتشي وليلة بوسان
يُعد سوق سمك جاغالتشي خياراً واضحاً لمحبي المأكولات البحرية، ويفضل السكان العربات المباعة كعربات بيع الطعام. كانت هذه العربات المغطاة علامةً على المأكولات والمشروبات البحرية، لكنها أُجبرت على الانتقال إلى أماكن داخلية خلال العقد الماضي وفق إجراءات تنظيمية جديدة. يمكن الاستمتاع بالحياة الليلية في بوسان أيضاً في جزيرة يونغدو، حي حيوي جنوب محطة المدينة. توجد باعة يتجولون بين جسر يونغدو وجسر بوسان في شارع بوشا، حيث يُشوون ما اصطُيد طوال النهار، مع تقديم قطع من اللحم بطريقة لوس أنجلوس وبجانبها الأخطبوط البحري والأصداف البحرية. تبدأ أسعار عشاء لشخصين من 25 ألف وون، ويمكنك الجلوس على مقاعد بلاستيكية وتناول الجعة الكورية أو جرعة من السوجو التقليدي.
المقاهي العصرية والمشهد الفني
تتميز بوسان بهندستها المعمارية الحديثة ومشهد المقاهي فيها. من أبرز المقاهي مقهى موموز كوفي، سلسلة مقاهٍ ومحمصات قهوة أُنشئت عام 2007، وتوسعت لتضم أربع فروع في المدينة. يعود جزء من نجاحه إلى فوز أحد مؤسسيه في بطولة العالم للباريستا عام 2019. إذا كنت تقيم في وسط المدينة فستجد أقرب فرع داخل مستودع شحن سابق في جزيرة يونغدو، أما إذا كنت في مكان أبعد فاذهب إلى فرع مارين سيتي. استمتع بفنجان قهوة أميركانو بسعر 6,000 وون مع مزيج الشوكولاتة الخاص بالمقهى، إضافةً إلى معجنات حلوة تبدأ من 3,000 وون.
إيغيداي ومساراته الساحلية
للاستمتاع بمناظر البحر الخلابة، أمش في إيغيداي، وهو متنزه ساحلي يمتد على مساحة 477 فداناً على شبه جزيرة شمال يونغدو. يتضمن المتنزه تكوينات بركانية عمرها نحو 80 مليون عام، وسُمّي باسم محظيتين توفيتا حسب الأسطورة أثناء صدّ جنود يابانيين خلال الغزو عام 1592. يمر المسار البالغ طوله 3 أميال عبر طرق مستوية وسلالم وجسور معلقة تطل على المنحدرات. ويمكنك رؤية تشيماروكفيس الشبيه بالتنورة، وتكويناً صخرياً آخر يسمى نونغباوي كبرج مكون من أربع كتل. يمكن البدء من المدخل الشمالي للوصول إلى أوريكدو سكاي وووك، منصة مشاهدة بسطح زجاجي تطل على مياه مجموعة من ست جزر صغيرة تعرف باسم أوريوكدو.


