أعلنت مايو كلينك عن نظام مبتكر يعتمد على الساعات الذكية والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنوبات غضب الأطفال. ويهدف النظام إلى تمكين الآباء من استباق الأزمات السلوكية وتحسين فاعلية العلاج النفسي التقليدي. ويؤكد الفريق الطبي أن الهدف الأساسي هو تقليل المعاناة وتوفير تدخل فوري وأكثر كفاءة. وذُكر أن النظام يخضع لتقييمات سريرية مستمرة لاختبار دقته وموثوقيته في بيئات مختلفة.
آلية العمل
يعتمد النظام على خوارزميات متقدمة لتحليل البيانات الحيوية لحظياً عبر الساعات الذكية.يتتبع علامات مثل تسارع نبضات القلب ونمط الحركة كإشارات توتر أولية.يتيح ذلك رصد إشارات التوتر قبل النوبة وتحديد وقت التدخل بدقة عالية.
يتضمن النظام آلية التنبيه الاستباقي التي ترسل إشعارات فورية إلى هواتف الآباء عند رصد مؤشرات النوبة الوشيكة.وبحسب نتائج منشورة في مجلة علمية مرموقة، تمكن الآباء من التدخل خلال 4 ثوانٍ من وصول التنبيه.كما يسهم التدخل السريع في تقليل شدة النوبة وتجنب تفاقمها.
شملت التجارب السريرية أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات على مدار 16 أسبوعاً.أظهرت النتائج انخفاض مدة نوبات الغضب الشديدة بمعدل 11 دقيقة، وهو تقليل يقارب نصف الوقت المستغرق في العلاجات التقليدية.كما أظهر الاختبار وجود صلة بين استخدام النظام والتحسن الملحوظ في التحكم السلوكي لدى الأطفال.
دقة التنبؤ والفعالية
وفق دراسة موازية منشورة في Psychopharmacology للأطفال والمراهقين بلغت دقة خوارزميات التعلم الآلي في التنبؤ بالسلوك 81%.ومن شأن هذه الدقة أن تتيح إرسال تحذير مسبق قبل وقوع النوبة بساعة تقريباً.وتبرز النتائج أن النظام يعمل كأداة داعمة للعلاج النفسي وليس بديلاً عنه.
الأبعاد الاجتماعية والنفسية
تشير الإحصاءات إلى أن نحو 20% من الأطفال في الولايات المتحدة يعانون من اضطرابات سلوكية أو عاطفية.تؤكد أهمية النظام في دعم الأسر خارج العيادة من خلال توفير أداة مراقبة مستمرة في أماكن عامة مثل المطارات والمطاعم حيث تزداد الضغوط.كما يسهم التدخل المبكر والهادئ في تحسين العلاقات بين الآباء والأبناء ويساعد في الوقاية من امتداد الاضطرابات إلى مرحلة البلوغ.
رؤية الخبراء والمستقبل
أكدت الدكتورة جوليا شيكونوف، المديرة الطبية في مايو كلينك، أن تزايد الأزمات النفسية لدى الأطفال يتطلب أدوات فورية وعملية.وأوضحت أن هذا النظام ليس بديلاً للعلاج النفسي بل أداة تمكين تتيح للآباء مساعدة أطفالهم في استعادة التوازن النفسي في اللحظات الحرجة.وأشارت إلى أن النتائج واعدة لكنها تحتاج إلى دراسات موسعة إضافية قبل طرحه تجارياً لضمان أعلى مستويات الدقة والموثوقية في بيئات معيشية مختلفة.
وأشار الباحثون إلى أن النتائج ما تزال واعدة لكنها تحتاج إلى دراسات موسعة إضافية قبل طرح النظام تجارياً لضمان أعلى مستويات الدقة والموثوقية في مختلف البيئات المعيشية.كما ذكروا أن التقييم المستمر للأداء عبر بيئات متعددة سيساهم في التوسع الآمن للنظام.تظل الرؤية المستقبلية أن يكون هذا الحل أداة دعم متكامل في رعاية الأطفال وعلاج الأزمات النفسية.


