أعلن تقرير نشره موقع mfine أن النظام الغذائي الغني بالعناصر المغذية والداعم للمناعة يعد من الركائز الأساسية لتسريع الشفاء لدى مرضى الالتهاب الرئوي. وأوضح التقرير أن الغذاء لا يكتفي بدوره كمكمل للأدوية والمضادات الحيوية، بل يمكن أن يؤثر بشكل مباشر في مدى استعادة الرئة ووظائف التنفس. وأضاف أن استعادة القدرة على التنفس تتطلب توازنًا غذائيًا يزود الجسم بالطاقة والعناصر اللازمة لمحاربة العدوى وتخفيف الالتهاب.
ويؤكد المصدر أن مجموعة من الأطعمة القادرة على دعم المناعة وتوفير البروتينات والفيتامينات والمعادن تساهم في تجديد الخلايا الرئوية وتقليل الإجهاد الناتج عن المرض. كما أن تناول مصادر الرطوبة الدافئة مثل الحساء والشاي العشبي يساعد في ترطيب الطرق التنفسية وتسهيل إخراج المخاط. ويترجم ذلك في صورة تحسن تدريجي لقدرة المريض على التنفس.
أطعمة تقوّي الشفاء وتدعم الرئتين
الفواكه والخضراوات الطازجة تبقى المصادر الأساسية لفيتامينات A وC وE التي تعزز المناعة وتقلل الالتهابات. البرتقال والكيوي والسبانخ والبروكلي والجزر من أبرز الأطعمة التي تساهم في تجديد خلايا الرئة وحماية الأنسجة من الأكسدة. كما توفر البروتينات الخالية من الدهون مثل الدجاج المسلوق والسمك والبيض والبقوليات عدداً كافياً من الأحماض الأمينية اللازمة لإصلاح النسيج واستعادة القوة.
يُفضل طهي البروتينات بطرق خفيفة كالسلق أو الشواء لتقليل الدهون المشبعة. كما أن الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني وخبز القمح الكامل تمد الجسم بطاقة ثابتة وتساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي الذي يتأثر أحيانًا بالأدوية والمضادات الحيوية. وتُعزز الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات خصائص مضادة للالتهاب وتساعد في امتصاص الفيتامينات الدهنية A وD وE وK، مما ينعكس إيجابًا على صحة الرئتين.
توفر السوائل الدافئة والمهدئة مثل الحساء والمرق والشاي العشبي راحة للحلق وتسهّل إخراج المخاط. ويُظهر حساء الدجاج أنه يخفف الالتهاب في المسالك التنفسية ويرطب الرئتين، وهو أيضاً خيار يغذي الجسم أثناء فترة التعافي. إن الترطيب المستمر يدعم وظائف الجهاز التنفسي ويقلل الشعور بالإجهاد.
خلال فترة الالتهاب الرئوي، يفضل تقليل الأطعمة المالحة جداً كالمحفوظات والوجبات السريعة لأنها تسبب احتباس السوائل وتزيد من صعوبة التنفس. كما يجب تقليل الدهون المشبعة والمقلية لأنها ترفع الالتهاب وتضعف الجهاز المناعي. كما أن السكريات المضافة والحلويات قد تثبط المناعة وتُعزز نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء. أما منتجات الألبان فليست محظورة دائماً، لكن بعض المرضى قد يشعرون بزيادة المخاط بعد تناولها، لذا يفضل متابعة التأثير الشخصي وتجنبها حين يسبب الانزعاج.
نموذج يوم غذائي متوازن للمريض
يتضمن الإفطار عصيراً طبيعياً غني بفيتامين C مثل البرتقال أو الكيوي مع شوفان مطهو بالحليب قليل الدسم ومعلقة عسل. كوجبة خفيفة بين الوجبات، يوصى باختيار حفنة من المكسرات النيئة أو بذور دوار الشمس. الغداء يتكون من أرز بني مع دجاج منزوع الجلد وخضار مطهو على البخار كالبروكلي والجزر، إضافة كوب من حساء دافئ. أما الوجبة الخفيفة بعد الظهر فتعتمد على زبادي طبيعي مع ملعقة شوفان، بينما العشاء يشمل سمكاً مشوياً وشريحة خبز من القمح الكامل وسلطة خضراء بزيت الزيتون.
يتبع ذلك شرب الماء أو المشروبات الدافئة بانتظام للحفاظ على ترطيب الجسم وطرد السموم من الجسم.
نمط الحياة أثناء التعافي
يتطلب التعافي نومًا كافيًا وراحة منتظمة لإعادة بناء المناعة. مارس تمارين التنفس العميقة لفتح الرئتين وتحسين تدفق الأكسجين. اجلس في وضع معتدل وتجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل لتسهيل الهضم. تجنب التدخين بجميع أشكاله والتعرض للدخان السلبي، وتدرج العودة للنشاط البدني بعد استشارة الطبيب.


