أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة بتاريخ 19 ديسمبر 2025، الموافق 28 جمادى الثاني 1447 هـ، هو «فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً». وتوضح الوزارة أن موضوع الخطبة الثانية يعالج قضية التفكك الأسري ضمن مبادرة صحّح مفاهيمك. ويؤكد النص المعروض أهمية المحاسبة وتعلّقها بالأمانة وبالمواساة للمجتمع، مع الاعتماد على أمثلة من حياة السلف ونقل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. كما يشير إلى أن الهدف هو ترسيخ قيم الترابط والرحمة بين أفراد المجتمع.
المحاسبة وأثرها في الحياة
يروي النص قصة السري السقطي حين احترق السوق ثم فرح بأن دكانه سالم، فوجد نفسه يفكر في مواساة الآخرين قبل فرحه. أدرك أن فرحه الآني كان ناقصًا إذا لم يكن هناك رحمة للناس في المصيبة. يعكس هذا أن المحاسبة هي منازل السالكين إلى الله، حيث يظل القلب حيًا ويتعاظم الشعور بالمسؤولية. إذ يبحث المؤمن في كل لحظة عن موضع رضا الله قبل أن يزن عمله أو فرحه.
رحمة المؤمنين ووحدة الأمة
تؤكّد السنة أن المؤمنين إخوة، وأن الرحمة جزء من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد. وتبرز القصة أن الإيثار يبيّن وحدة الأمة حين يقدِّم الإنسان حاجات غيره على نفسه، كما فعله أهل المدينة حين استضافوا الضيف رغم ضيقهم. وهذا المعنى يعزز ارتباط أفراد المجتمع ويتكاملون في رعاية بعضهم لبعض، حتى تتحقق أخوة المؤمنين ومودتهم.
حفظ المال العام وأمانته
تُبيّن الخطبة الثانية أن المال العام مال الأمة وهو أمانة في يد من وكلته الدولة، وليس ملكًا خاصًا لأحد. وتؤكد النصوص القرآنية والحديثية أن لا يجوز أكل أموال الناس بالباطل، وأن أداء الأمانات إلى أهلها واجب على كل من استودعتهم. كما يحذر من الغلول وأن من يتصرف في مال الله بغير حق يلقى النار يوم القيامة، وتُستشهد بقصص عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز كنماذج في الورع والاقتصاد في المال العام.
خاتمة وتوجيهات عملية
يحث الخطيب على أن تكون القلوب رقيقة تجاه الناس وأن لا يفرح الإنسان بمسؤولية أو منفعة على حساب جراح الآخرين، وأن الأمانة ليست لفظًا بل عملًا يعنى به كل من في موقع الرعاية. ويؤكد أن الإنسان الراعي مسؤول عن رعيتِه وأن المال العام مال الله وهو مسؤولٌ عنه يوم القيامة، وهو يترتب عليه تقوى الله ومراجعة النفس. وختام الدعاء بالدعاء على حفظ البلاد والعباد ودوام الرزق والسكينة: اللهم احفظ بلادنا مصر وأموالنا وأعراضنا، وبارك في أرزاق الناس، وادفع عنّا الفتن ما ظهر منها وما بطن.


