تشير تقارير إلى أن جيل Z يتجه نحو العلاج النفسي أونلاين بشكل مجهول الهوية من خلال غرف دعم سرية عبر الإنترنت. يؤدي ذلك إلى تغيّر في مصادر المساعدة المتاحة للشباب الذين ي Preference privacy وتفادي الكشف عن الهوية. ويؤكد الدكتور محمد فوزي، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة أسيوط، أن هذا الاتجاه يعكس رغبة الشباب في الوصول السريع إلى المساعدة والخصوصية التي يوفرها الفضاء الرقمي. ويؤكد أيضًا أن الفرق بين الدعم النفسي والعلاج النفسي الحقيقي يجب أن يكون واضحًا، فالدعم قد يخفف الضغط والعزلة بينما العلاج يحتاج تشخيصًا وخطة متابعة وتقييمًا مهنيًا.
أسباب الجذب للعلاج مجهول الهوية
تتضمن الأسباب الخمسة الخوف من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي والإحساس بالأمان في وجود هوية غير معروفة. كما يسهل وجود بيئة رقمية الوصول مقارنة بالعيادات التقليدية. يشعر البعض بأن الآخرين يشبهونهم ويفهمون حالتهم بشكل أقرب. وتزداد الثقة في المؤسسات العلاجية الرسمية ضعفا في بعض الحالات.
الفروق بين الدعم والعلاج
من منظور الطب النفسي يجب التمييز بين الدعم النفسي المجهول والعلاج النفسي الحقيقي. الدعم النفسي مساحة لتفريغ المشاعر وتخفيف العزلة وتخفيف الضغوط في حالات بسيطة أو عابرة، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا في هذه الحالات. أما العلاج النفسي الحقيقي فهو إجراء طبي يتطلب تشخيصًا وخطة علاج وتقييمًا ومتابعة، ولا يجوز أن يتم بشكل مجهول الهوية أو بدون إطار قانوني وأخلاقي. ويظل التنظيم المهني والالتزام الأخلاقي أساسًا لممارسة العلاج النفسي.
المخاطر المرتبطة بالدعم النفسي أونلاين
تبرز مخاطر مرتبطة بهذا النوع من الدعم، منها غياب تشخيص دقيق للحالة واحتمال تلقي نصائح غير علمية قد تضر. قد يؤدي الاعتماد عليه إلى تفاقم الأعراض مثل الاكتئاب أو القلق دون رعاية متخصصة. كما توجد مخاطر التعامل غير الآمن مع الأفكار الانتحارية وتطور تعلق نفسي غير صحي بمقدم الدعم والاستغلال العاطفي في بعض الحالات. وتظل هناك حدود واضحة بين التفريغ العاطفي والدعم وبين العلاج الطبي المسؤول.
نصائح مهمة للشباب وأولياء الأمور
يؤكد الدكتور فوزي أن الغرف المجهولة قد تكون بابًا للتفريغ وليس للعلاج، وأنها تحتاج إلى إشراف مختص معروف الهوية. الصحة النفسية مثل الصحة الجسدية وتتطلب مسارًا آمنًا ومسؤولًا في البحث عن المساعدة. ينصح الشباب وأولياء الأمور باختيار طرق علاجية موثوقة وتجنب الاعتماد على غرف مجهولة عند وجود أفكار انتحارية أو أعراض خطيرة. في حالات خطيرة يتطلب التدخل الطبي المباشر من مختص مؤهل بشكل واضح ومباشر.


