يؤكد الخبراء أن حمض الفوليك يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من عيوب الأنبوب العصبي وتكوين المادة الوراثية داخل الخلايا. يحدث تأثيره في الأسابيع الأربعة الأولى من الحمل حين يبدأ الأنبوب العصبي في التكوّن والانغلاق، وأي خلل قد يؤدي إلى تشوهات مثل السنسنة المشقوقة أو انعدام الدماغ. يعمل الفوليك كمحفز لانقسام الخلايا وتكوين الأنسجة العصبية وخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين للجنين. لذلك تعتبر متطلبات الجرعة اليومية جزءًا من الرعاية قبل الحمل وخلال الثلث الأول من الحمل.
مصادر الجرعات والخيارات الغذائية
توجد كميات من حمض الفوليك في أطعمة مثل الخضروات الورقية الداكنة والبقوليات والفواكه الحمضية والخبز المدعّم، لكن معظم النساء لا يحصلن على الكمية الكافية من الغذاء وحده. لذلك توصي الجهات الصحية بتناول مكمل يومي يحتوي على 400 إلى 500 ميكروجرام من حمض الفوليك بدءًا من شهر قبل الحمل وحتى نهاية الثلث الأول من الحمل. وفي حالات محددة مثل وجود تاريخ شخصي أو عائلي لعيوب الأنبوب العصبي أو استخدام أدوية للصرع أو وجود مشاكل صحية كالتصلب السكري أو السمنة، قد يوصي الطبيب بجرعات أعلى تصل إلى 5 ميغاغرام يوميًا وتكون بوصفة طبية. كما أن الدول التي تُدرج الفولات في الأغذية الأساسية شهدت انخفاضًا في معدلات العيوب منذ عقود.
أنواع العيوب العصبية وآثارها
تنقسم العيوب العصبية إلى ثلاثة أشكال رئيسية: السنسنة المشقوقة التي لا يكتمل فيها إغلاق العمود الفقري، وانعدام الدماغ الناتج عن فشل إغلاق الجزء العلوي من الأنبوب العصبي، والفتق الدماغي الذي يبرز فيه نسيج المخ من خلال فتحة في الجمجمة. وغالبًا ما يتم اكتشاف هذه الحالات عبر فحص الموجات فوق الصوتية التفصيلية بين الأسبوعين الثامن عشر والعشرين من الحمل، كما يمكن أن يشير تحليل بروتين ألفا فيتو بروتين الأمومي في الدم إلى وجود مخاطر. إن وعي الأم بمخاطر التطور المبكر للجنين يجعل من الوقاية جزءًا من الرعاية المخطط لها قبل الحمل.
الوقاية والتثقيف قبل الحمل
يمكن تعزيز الوقاية من خلال بدء تناول حمض الفوليك قبل الحمل والاستمرار خلال الفترة المبكرة، إضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن والإقلاع عن التدخين والسيطرة على أمراض مزمنة كسكري وتجنب السمنة المفرطة. وتوصي الدول بتضمين الفولات في الأغذية الأساسية بهدف تقليل مخاطر العيوب منذ سنوات؛ وقد أدت هذه السياسات إلى انخفاض ملحوظ في حالات السنسنة المشقوقة. كما أن العمل مع الطبيب قبل الحمل يساعد في تحديد الجرعة الملائمة وتقييم مستويات الفيتامين من خلال فحوص دم متتابعة. يمكن للطبيب أن يرشح فحصًا دمويًا لمتابعة مستويات حمض الفوليك وضمان وصوله إلى الجنين خلال المراحل الحساسة من التكوين.
متى يجب استشارة الطبيب
إذا كانت لدى الأم عوامل خطر أو تاريخ سابق مع هذه الحالات، فيجب استشارة الطبيب قبل الحمل لتحديد الجرعة المناسبة من الفوليك وإجراء الفحوصات الوقائية. كما يمكن للطبيب اقتراح تحليل دم لمتابعة مستويات الفيتامين وضبطها طوال فترة الحمل لضمان وصول الكمية الكافية للجنين. وتزداد الحاجة للمتابعة في حالات وجود أمراض مزمنة أو استخدام أدوية محددة أو وجود تاريخ عائلي للعيوب العصبية. وتساعد المتابعة مع الطبيب في تقليل مخاطر التطورات الصحية وتحقيق رعاية مناسبة للجنين.


