يتعرض الأفراد لتأثيرات سامة نتيجة العلاقات المؤذية، وتظهر هذه التأثيرات في تغيّر المزاج وتراجع الثقة بالنفس أحياناً. ينشأ الخوف من تكرار الأذى وتعميم فكرة أن الجميع يمكن أن يشتركوا في الصفات نفسها، مما يدفع إلى تجنب التواصل والانعزال. كما يتأثر التفاعل الاجتماعي وتقل قدرة الشخص على بناء صداقات جديدة والتعبير عن رغباته بوضوح. وتؤدي هذه الأثار إلى حدوث فراغ داخلي وتدهور في جودة الحياة اليومية.
آثار العلاقات المؤذية
تظهر آثار التعامل المؤذي في الخوف من التكرار والاعتقاد بأن جميع الناس يشاركون الصفات نفسها، وهذا الاعتقاد يمنع الشخص من خوض علاقات جديدة. يسود القلق الاجتماعي ويفقد الشخص الثقة في قدرته على بناء علاقات جديدة أو الحفاظ عليها. تتأثر الصورة الذاتية وتتغير نظرة الفرد لنفسه بسبب الأذى، فيشعر بأنه أقل قيمة من غيره. وتزداد مشاعر الوحدة والفراغ عندما يتجنب الانخراط في اجتماعات أو فعاليات، مما يعمّق العزلة.
تؤدي الأذى إلى تشويه الصورة الذاتية، فتشعر بعض الأشخاص بأنهم غير مستحقين للاحترام أو القوة، فتنخفض قيمتهم وتزداد مشاعر القلق والاكتئاب. ينعكس ذلك على طريقة تعاملهم مع الآخرين فيقلّ وجودهم الذاتي وتزداد صعوبة التواصل. تتأثر قدرة الشخص على إقامة صداقات وتكوين علاقات صحية مع مرور الوقت، ما يعمّق الانسحاب من الحياة الاجتماعية وتراجع الثقة في النفس.
تتدهور مهارة التواصل وتقل القدرة على التفاعل مع الآخرين، وتصبح متابعة المحادثات صعبة وتكوين صداقات جديدة تحدي يومي. يُبتعد الشخص عن النقاشات الاجتماعية خوفاً من الوقوع في موقف محرج أو لوم ذاتي. تزداد صعوبات التكيّف مع المحيط وتراجع الأداء في العمل أو الدراسة نتيجة لهذه الضغوط المستمرة.
خطوات التعافي
للتخلص من آثار العلاقات المؤذية يجب الاعتراف الداخلي بقوتك وتحديد المواقف والمشاعر والأفكار بتوازن وبموضوعية. يعد فرز التجارب وتجسيد الدروس المستفادة خطوة مهمة لبناء الثقة بالنفس واتخاذ قرارات أكثر حكمة في المستقبل. يؤدي ذلك إلى اختيار أشخاص موثوقين وتكوين دوائر آمنة من خلال وضع حدود صحية وتعلّم قول لا عندما يلزم.
وضع الحدود الصحية جزء أساسي من التعافي، فيشعر الشخص بأنه يملك السيطرة على تواصله ووقته. ينصح المختصون بأن يبدأ بالاقتراب من مجموعات صغيرة أو أصدقاء موثوقين، وعدم الانسحاب بشكل كامل من الحياة الاجتماعية. كما يمكن المشاركة في أنشطة مثل التطوع أو الدورات التعليمية كطرق عملية للمحافظة على التواصل دون ضغط.