تشير نتائج تقرير نشره موقع أونلي ماي هيلث إلى أن الدوار الرقمي ليس مجرد تعب عابر، بل حالة حديثة ترتبط بتفاعل جهاز التوازن في الدماغ مع التحفيز البصري المفرط أثناء استخدام الهاتف. يوضح التقرير أن الدماغ يواجه تعارضًا مؤقتًا بين ما تراه العينان وما يشعر به الجهاز الدهليزي الداخلي، ما ينعكس في أعراض مثل الدوخة وعدم الاتزان. يصف بعض المستخدمين هذه الظاهرة بموجة دوار مفاجئة، فيما يراها آخرون إحساساً بالحركة لا يتسق مع حركة الجسم. وتؤكد المعطيات أن هذه الأعراض قد تتفاقم عندما تكون مشاهدة مقاطع سريعة الحركة أو وجود أضواء ساطعة أثناء التصفح.
أسباب الدوار الرقمي
يفسر الدكتور أفيناش كولكارني، استشاري الأعصاب في الهند، الدوار الرقمي بأنه خلط بين الإشارات الحسية من العين والإشارات من الأذن الداخلية عندما يتلقى الدماغ زخماً من الحركة البصرية السريعة. عادةً ما تعمل الرؤية والتوازن والوعي بالجسم بشكل متسق، لكن عندما ينحرف أحدهما عن مساره يواجه الدماغ صعوبة في تفسير المحيط. تؤثر شدة تحفيز الهاتف، مثل مقاطع الفيديو السريعة والأضواء الساطعة، فيجعل الدماغ يظن أنك تتحرك بينما يظل جسمك ثابتاً. هذا التعارض الناتج يمكن أن يسبب أعراض مثل الدوار والإجهاد البصري والغثيان في بعض الحالات.
الشباب والدوار الرقمي
تشير دراسة حديثة منشورة على منصة بحث علمي إلى أن العديد من الشباب الذين يقضون ساعات طويلة على الأجهزة المحمولة يعانون من دوخة مؤقتة أو عدم توازن بعد تصفح الإنترنت أو اللعب الطويل. وتشير النتائج إلى أن متوسط وقت استخدام الشاشات يتراوح بين ست إلى ثماني ساعات يوميًا. ويُعزى ذلك إلى تكيف الدماغ مع دخـل الحركة المستمر، ولأن الشباب غالباً ما يستخدمون الهواتف أثناء الاستلقاء أو أثناء أداء مهام متعددة وفي ظروف إضاءة منخفضة. مع مرور الوقت قد يتزايد تفاعل الدماغ مع الحركة البصرية، مما يسهل ظهور أعراض الدوار.
أعراض الدوار الرقمي
تشير الملاحظات إلى أن العلامات الشائعة تشمل إحساساً بالدوران القصير عند رفع النظر عن الهاتف وفقدان الاتزان عند الوقوف فجأة. كما قد يرافق ذلك شعوراً بضغط أو ثقل في الرأس بعد استخدام الشاشة وغثيان أو ارتباك وخفوت توازن العين مع الحركة. يزيد فرط الحساسية للضوء الساطع أو للمشاهد المتحركة من شدة الأعراض في بعض الحالات. إذا تكررت النوبات يجب مراجعة الطبيب لتقييم وظيفة جهاز التوازن وتعديل نمط الاستخدام.
طرق الوقاية من الدوار الرقمي
تنصح ممارسات طب الأعصاب باتخاذ إجراءات وقائية بسيطة للحد من الدوار الرقمي. أولاً، خذ راحة بصرية كل 20 دقيقة وركز نظرك بعيدًا عن الشاشة لمدة 20 ثانية. ثانيًا، تجنب الاستلقاء على الظهر أثناء التصفح واحرص على وضع الرأس بشكل مستقيم لدعم الاتزان الداخلي. ثالثًا، استخدم إضاءة مناسبة وتجنب الإضاءة الخافتة التي تزيد من إجهاد العين والتوازن البصري. رابعًا، قلل سرعة التمرير وحركة المحتوى وتجنب الجلسات الطويلة من المحتوى السريع الحركة، وتأكد من شرب الماء والحصول على نوم كافٍ.


