يستحضر هذا التقرير أبرز الحكايات المرتبطة بمونديال 2026 وما يرافقه من حماس وإثارة على أرض الملعب، مع عرض قصص وطرائف وربما أزمات خارج الملعب. يسلط الضوء على واقعة تاريخية شهيرة ارتبطت بمسار كأس العالم حين اختُفت الكأس الذهبية من مدينة ريو دي جانيرو في 19 ديسمبر 1983. تبرز الحكاية أن الكأس كان يمنح للدولة الفائزة ثلاث مرات لتحتفظ بها مدى الحياة، وهو ما تحقق للبرازيل قبل التاريخ المحدد. كما تبيّن أن هذه الأحداث تركت أثراً تاريخياً في مسار البطولة وتفاعلت مع قرارات فيفا لاحقاً.

شكل الكأس القديم

كان تصميم الكأس القديم يعكس روح بدايات البطولة وتقاليدها، وهو يختلف عن الشكل المستخدم في فترات لاحقة. صممه الفرنسي جول ريميه، وهو مؤسس البطولة ومن أول من حدد معالمها. يشير التاريخ إلى أن الكأس الأصلي كان يحمل رمزاً يعبر عن مراحل بناء وتطور المونديال بشكل مغاير للنسخ التي تلتها. هذا الشكل القديم ظل جزءاً من الحكايات المرتبطة بكل دورة وتاريخه.

اختفاء الكأس الذهبية

في 19 ديسمبر 1983 تفاجأ العالم باختفاء الكأس الذهبية من مقر الاتحاد في ريو دي جانيرو، وهو حدث أوقف فرحة التتويج وطرح أسئلة عن الحماية والرمزية الكبرى للبطولة. كانت البرازيل قد فازت بالبطولة ثلاث مرات وتملك حق الاحتفاظ بالكأس مدى الحياة وفق القواعد المعمول بها حينذاك، وهو ما أضفى بعداً إضافياً للصدمة. أشارت التحقيقات إلى خطة محكمة تقودها ثلاثة أشخاص، هم أنطونيو بيريرا المصرفي الإداري وجوزيه لويس فييرا خبير الديكور وفرانسيكو جوزيه الشرطي السابق، وتم تسليم الكأس إلى الصائغ الأرجنتيني خوان كارلوس أرنانديث. قُيِّد الحارس قبل أن يختفي الكأس مع العصابة، ثم ظهرت تفاصيل تؤكد اختفائه من السوق السوداء لاحقاً.

مصير كأس النصر

بعد ضبط الجناة، تبين أن النسخة المسروقة فُقدت بلا رجعة، فقرر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم توليد نسخة مطابقة ليتم عرضها في واجهة زجاجية بملعب الماراكانا، بينما ظل الكأس الأصلية محفوظة في منشآت الاتحاد الدولي بمدينة زيورخ. وسرت أنباء عن أن النسخة الأصلية كان يهدف الاتحاد إلى عرضها كرمزٍ فني في مكان عام، وهو ما أدى إلى تغير في أساليب الحفظ والعرض للقطع الثمينة عبر الأعوام. وفي سياق ذلك أُعلن أن النسخة التي صُنعت استُخدمت كتمثيل جماهيري مؤقت في الملعب، بينما بقيت النسخة الأصلية في مكان آمن لدى الفيفا.

قرارات فيفا بعد السرقة

عندما تأكدت الجهات المعنية بأن الكأس المسروقة لن تعود، تواصلت الفيفا مع شركة أميركية لصناعة نسخة مطابقة لتعرض في واجهة الملعب كتمثيل بصري للحدث. وأعلنت الفيفا أن الدولة الفائزة لن تتسلم الكأس الجديدة في نسخة محددة من تاريخ 1974 المصممة على يد الإيطالي سيلفيو جاتسانيغا، وبدلاً من ذلك يحصل المنتخب الفائز على نسخة منها، مع بقاء الكأس الأصلية في منشآت الاتحاد الدولي في زيورخ. وبذلك استحدثت الفيفا آلية جديدة للحفظ والعرض مع الحفاظ على الأصل الكائن في مقرات الاتحاد الدولي، مع توسيع مفهوم الاحتفال بالذكرى دون المساس بالأصل التاريخي.

شاركها.
اترك تعليقاً