يُعد الكبد من أكثر أعضاء الجسم نشاطاً، فهو يصفّي السموم ويعالج العناصر الغذائية ويخزّن الطاقة في الجسم. عند استمرار استهلاك كميات كبيرة من السكر، يجهد الكبد ويتحوّل السكر الزائد إلى دهون تُخزّن داخله. مع تراكم الدهون ترتفع مستويات الالتهاب ويتعرض الكبد للإجهاد التأكسدي، ما يضعف قدرته على أداء وظائفه الأساسية مع مرور الوقت. هذه الحالة قد تساهم في مقاومة الإنسولين وتطوير مشاكل صحية مرتبطة بالتمثيل الغذائي.
عندما يزداد السكر في الدم، يستجيب البنكرياس بإفراز مزيد من الإنسولين للحفاظ على التوازن. يؤدي هذا الإنسولين الزائد إلى تخزين المزيد من الدهون في الكبد، ما يعزز الالتهاب ويؤدي إلى إجهاد في الخلايا الكبدية. مع استمرار هذه العملية تتفاقم مقاومة الإنسولين وتزداد احتمالية تطور متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن الدهون المخزنة داخلياً حول الأعضاء قد تلحق الضرر بوظائف الكبد على المدى الطويل.
عندما يتراكم السكر في الكبد، تتحول جزئياته إلى أحماض دهنية تتجمع في الخلايا الكبدية، وتؤدي إلى حالة تُعرف بمرض الكبد المرتبط بالخلل الأيضي. هذه الدهون الداخلية تضغط على وظائف الكبد وتزيد من احتمالية الالتهاب وتلف الخلايا. بالمحصلة، تتأثر قدرة الكبد على معالجة السموم والمواد الغذائية بشكل سلبي، وتزداد المخاطر على الصحة العامة.
يمكن للكبد التعافي عند تقليل استهلاك السكر إلى الحد الموصى به، فيتوقف الكبد عن تحويل الفركتوز الزائد إلى دهون ويستعيد حرق مخزوناته للحصول على الطاقة. يساهم اعتماد نظام غذائي منخفض السكر غني بالألياف، مع ممارسة النشاط البدني المنتظم وشرب كمية كافية من الماء في استعادة حساسية الإنسولين وتحسين التحكم في سكر الدم وتقليل الالتهابات. كما أن التحكم في الوزن يعزز من قدرة الكبد على التعافي واستعادة وظائفه الطبيعية مع مرور الوقت.
نصائح لحماية الكبد
قلل من تناول السكريات المضافة إلى الحد الأدنى الضروري. يفضل ألا يتجاوز استهلاك النساء 25 جراماً يومياً وللرجال 36 جراماً يومياً، مع فحص ملصقات المنتجات بحثاً عن سكريات مخفية تنتهي بـ ose أو تُسجّل كشراب. كما يجب تقليل السكر المضاف من مصادره المخفية، والتوجّه إلى خيارات طبيعية من الفاكهة.
استبدل المشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية المخففة بالماء أو المياه الغازية غير المحلاة، وتجنب الشاي المحلى والمشروبات السكرية. يساعد ذلك في تقليل عبء العمل على الكبد وتخفيف مخاطر ارتفاع السكر في الدم. كما أن شرب الماء مع الشاي العشبي غير المحلى يسهم في ذلك.
يفضل تناول الفاكهة الكاملة لأنها تحتوي على ألياف تبطئ امتصاص السكر. فتقلل الألياف من ارتفاع وانخفاض سكر الدم وتدعم الشعور بالشبع. وهذا يخفف العبء على الكبد أثناء معالجة السكر.
تشمل الأطعمة الداعمة للألياف الفاصوليا والعدس والشوفان والخضروات والحبوب الكاملة. تسهم الألياف في تعزيز صحة الهضم وتوازن نسبة السكر في الدم. كما أنها تقلل من سرعة امتصاص السكريات وتخفّض الالتهاب.
استبدل الدهون المشبّعة والمتحوّلة من منتجات مثل المعجنات والحلويات واللحوم الدسمة بتناول الدهون الصحية من أطعمة مثل المكسرات والبذور والأفوكادو وزيت الزيتون. تساعد الدهون الصحية في تقليل الالتهاب وتحسين حساسية الإنسولين. كما تدعم وظائف الكبد وتقلل من تراكم الدهون داخله.
مارس نشاطاً بدنياً منتظماً يتيح للجسم استخدام السكر والدهون المخزنة بشكل فعال. اختر أنشطة تستمتع بها وتتنوع بين الجري والمشي ورياضة التنس ورفع الأثقال. يساعد ذلك الكبد على تجنب الإرهاق وتحسين وظائفه مع مرور الوقت.
تناول مضادات الأكسدة من مصادر طبيعية يساعد الجسم على مكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهاب. يمكن الحصول عليها من الأطعمة الملونة مثل التوت والحمضيات والخضروات الورقية والخضروات الصليبية. تدعم مضادات الأكسدة صحة الكبد وتساهم في حماية وظائفه من التلف.


