يؤكد خبراء علم النفس أن الأشخاص الذين ولدوا مكفوفين أو فقدوا بصرهم في سن مبكرة جدًا، عادة قبل اكتمال نمو القشرة البصرية في الدماغ، لا يرون صوراً في أحلامهم. وتتركز أحلامهم في الأصوات والروائح واللمس والمشاعر بدل المشاهد البصرية. وتدعم هذه النتائج تقارير ودراسات حديثة أشارت إليها مصادر علمية موثوقة، ما يعكس قدرة الدماغ على الاعتماد على حواس أخرى لتكوين تجربة حلمية غنية دون صور بصرية.
تأثير زمن فقدان البصر
أما من فقدوا بصرهم في مراحل لاحقة من الحياة، فإنهم يحتفظون بقدر من الصور البصرية في أحلامهم، لكنها تكون عادة أقل وضوحاً وتفصيلاً. وتشير نتائج دراسة دنماركية إلى أن طول مدة فقدان البصر يلعب دوراً رئيسياً، فكلما طال العمى تراجعت فرص رؤية الصور في الحلم. كما تبين أن المكفوفين يميلون إلى أحلام غنية بالأصوات والروائح والإحساس باللمس والتذوق. وتؤكد هذه النتائج قدرة الدماغ على التكيّف مع غياب الرؤية عبر تعزيز إشارات حواس أخرى.
وتؤكد الدراسات أن الدماغ يعيد توظيف القشرة البصرية لدى المكفوفين لمعالجة حواس أخرى، ما يفسر اختلاف طبيعة أحلامهم. ويبرز ذلك قدرة العقل البشري على التكيّف حتى في غياب الإبصار. وتشير النتائج إلى مرونة عصبونية متباينة بحسب مدة فقدان البصر وتوقيته. وبناءً عليه تتنوع تجارب الأحلام بشكل واضح بين من ولدوا مكفوفين ومن فقدوا بصرهم لاحقاً.


