فهم الفرق والآليات بين المضاد الحيوي والمضاد الفيروسي
توضح الدكتورة عزة الشافعي أن هناك لبسًا شائعًا بين المضاد الحيوي والمضاد الفيروسي بين كثيرين حين يصابون بنزلة برد أو التهاب في الحلق. وتوضح أن البكتيريا كائنات حية دقيقة بينما الفيروسات مواد طفيلية، لذا تختلف وسائل العلاج بينهما. وتؤكد أن كل دواء له وظيفة دقيقة لا تعادل وظيفة الآخر، ولا يجوز الاعتماد على أحدهما كعلاج عام لكل العدوى. كما تحذر من أن الخلط بينهما قد يؤدي إلى استخدام غير مناسب وثقل في الصحة العامة.
تشير الدكتورة إلى أن لكل من الدوائين آليات عمل محددة، فالمضاد الحيوي يخترق البكتيريا ويقتلها أو يثبط نموها وتكاثرها. وتضيف أن استهداف عدوى فيروسية بمضاد حيوي لن يحقق فائدة علاجية وسيؤدي إلى اختلال في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. كما يُخشى أن يؤدي الاستخدام العشوائي إلى ضعف المناعة على المدى الطويل وظهور سلالات بكتيرية مقاومة. وتؤكد أن مثل هذا الخلط يزيد من التحديات الصحية ويقلل من فعالية العلاجات الأساسية مستقبلاً.
يعالج المضاد الحيوي البكتيريا بشكل مباشر عبر قتلها أو إيقاف نموها وتكاثرها. أما المضاد الفيروسي فيعمل بشكل مختلف، فهو لا يقتل الفيروس بل يقيّد قدرته على التكاثر داخل الخلايا المصابة. هذا الاختلاف يؤكد أن العلاجين ليسا قابلين للاستبدال. ويشير إلى أن قدرة هذه الأدوية على التأثير تعتمد على تشخيص دقيق ومتابعة طبية.
متى يُستخدم المضاد الحيوي
يُستخدم المضاد الحيوي فقط في حالات العدوى البكتيرية المؤكدة، مثل التهاب اللوزتين الناتج عن بكتيريا والتهاب الرئة الناتج عن بكتيريا والتهابات الجلد أو البول. يؤكد الطبيب أن الاختيار والتشخيص المبكرين يلعبان دوراً حاسمين في نجاح العلاج. كما يلتزم المريض بالجرعة حتى نهاية المدة لمنع بقاء بكتيريا مقاومة.
متى يُستخدم المضاد الفيروسي
يُستخدم المضاد الفيروسي في أمراض محددة مثل الإنفلونزا الموسمية والهربس والتهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة البشرية. يتخذ الطبيب القرار بناءً على فحص دقيق وتحديد نوع الفيروس وتطوره. يهدف العلاج الفيروسي إلى تقليل شدة الأعراض ومنع انتشار العدوى مع دعم وظيفة الجهاز المناعي.
الاستخدام الآمن ومقاومة المضادات
تُحذر الدكتورة من الإفراط في تناول المضادات الحيوية أو التوقف عن استخدامه قبل انتهاء المدة المحددة. هذا السلوك يؤدي إلى ظهور سلالات بكتيرية مقاومة قد تفقد فعالية الأدوية الأساسية مستقبلًا. كما أن أخذ مضاد حيوي أثناء عدوى فيروسية لا يسرّع الشفاء بل قد يجهد الكبد والجهاز الهضمي ويساهم في زيادة المقاومة الميكروبية.
الوقاية والإرشادات اليومية
تشدد الشافعي على ضرورة الحصول على المضاد الحيوي فقط بوصفة طبية والالتزام بالجرعة المتفق عليها وعدم مشاركة الدواء. في حالات عدوى فيروسية بسيطة يفضل الراحة وتناول السوائل الدافئة والتغذية السليمة لدعم المناعة والتعافي بدون الاستعانة بالأدوية القوية. كما يجب الاعتماد على الفحص الطبي للتمييز بين عدوى بكتيرية وفيروسية وتحديد العلاج الأنسب.


