يتساءل كثيرون عن سبب شعور خفقان القلب وضيق التنفس أثناء نوبة الهلع رغم غياب الخطر الواضح. ويُعرَّف الحدث بأنه استجابة فورية ومجهدة من الجسم والعقل تجاه تهديد قد يكون حقيقيًا أو متخيلًا. وتشير دراسات إلى أن نوبة الهلع قد تحدث عند نحو ثلث الناس مرة على الأقل خلال الحياة. كما أن الخوف قد يظهر فجأة دون سابق إنذار، ما يعمّق الشعور بالارتباك ويجعل التمييز بين الإحساس بالخطر والواقع الآني صعبًا.
تعريف نوبة الهلع
تُوصف نوبة الهلع بأنها استجابة مفاجئة وقوية للجسد والعقل تجاه خطر قد يكون حقيقيًا أو متخيلًا. وتكون هذه النوبة عادةً مركزة وتؤثر في الإدراك والسلوك بشكل حاد. وتُشير المراجعات إلى أن نسبة من الناس قد يتعرضون لنوبة هلع خلال الحياة، بما في ذلك فترات الضغط والقلق الشديد. كما يزداد الخوف عندما يظهر فجأة دون تحذير، مما يعقد التمييز بين الخطر والواقع الآمن.
آلية الاستجابة الجسمية
تعتمد النوبة على آلية استجابة القتال أو الهروب، وهي نظام دفاعي فطري في الجسم. ترسل الحواس إشارات الخطر إلى الدماغ وتُفعَّل اللوزة الدماغية لمعالجة التهديد المحتمل. تؤدي هذه الإشارات إلى إفراز الغدد الكظرية لهرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، فيصير ضرب القلب أسرع ويزداد معدل التنفس وتزداد اليقظة البدنية. وتؤدي هذه التغيرات إلى استعداد الجسم للحركة السريعة حتى في غياب الخطر الحقيقي.
الأعراض الجسدية والنفسية
تشمل نوبات الهلع تسارع ضربات القلب وضيق التنفس وألم أو ضغط في الصدر، بالإضافة إلى دوخة وفقدان التوازن وخدران أو وخز. كما يظهر خوف شديد من الموت أو فقدان السيطرة، وهو ما يعمق القلق المصاحب للنوبة. ورغم شدتها، لا تمثل هذه الأعراض خطرًا طبيًا مباشرًا وإنما هي استجابة بيولوجية دفاعية للجسم. أما تفسير العقل لهذه الإشارات فيسهم في زيادة الخوف وتفاقم التجربة.
أسباب دون سبب واضح
تشير مراجعات حديثة إلى أن النوبات قد تنشأ من إشارات جسدية داخلية مثل الشعور بالاختناق والتوتر المتراكم والتغير في التنفس. قد يثير حبس النفس أو التوتر المزمن إشارات داخلية تؤدي إلى نشوب نوبة هلع مفاجئة عند بعض الأشخاص. وتفسير هذه الديناميكيات يساعد في فهم تكرار النوبات لدى بعض الأفراد وتفاوت شدتها.
رهاب الأماكن المفتوحة كعائق محتمل
يشير الخبراء إلى أن تكرار نوبات الهلع قد يؤدي إلى تجنّب أماكن أو مواقف معينة خوفًا من حدوث نوبة أخرى، وهو ما يُعرف برهاب الأماكن المفتوحة. وتزداد المخاوف من أن يؤدي التجنب إلى تقييد الحياة اليومية وفقدان الاعتماد على النفس. لذلك يُشدد الأطباء على الاستمرار في الأنشطة وتوجيه مواجهة الخوف بشكل تدريجي. كما يسهم العلاج السلوكي في استعادة التحكم وتقليل التوتر المرتبط بمواقف محددة.
التحكّم والتعامل مع النوبات
يؤكد المتخصصون أن الخطوة الأولى هي فهم أن النوبة ليست تهديدًا حقيقيًا وتقبل الأعراض بدل مقاومتها. وتُعد تقنيات التنفس والتهدئة أدوات فعالة لتخفيف حدة النوبة وبناء قدرة التأقلم مع القلق. كما تعزز الثقة بالقدرة على التكيّف من خلال التدريب المستمر والتعليمات العملية لتنظيم النفس. وتشير الرعاية النفسية المستمرة إلى تقليل مخاطر الرهاب وتحسين جودة الحياة العامة.


