تؤكد المصادر الصحية أن فصل الشتاء هو الموسم الذي يسجل أعلى انتشار لفيروس الإنفلونزا، وهو من أكثر الأمراض التنفسيّة المعدية شيوعاً. يتظاهر عادةً كحمى شديدة مع أعراض تتفاوت بين تعب بسيط وارتفاع في الحرارة، وقد تتفاقم لتصل إلى فشل تنفسي ووفاة في الحالات الشديدة. وتوضح البيانات أن هذا الموسم يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية وتثقيف مجتمعي للحد من انتشار العدوى.

الجائحة الإسبانية 1918

تشير تقارير الصحة إلى أن جائحة الإنفلونزا عام 1918، المعروفة بالإنفلونزا الإسبانية، هي أعنف جائحة في التاريخ الحديث بسبب فيروس H1N1 شديد التحور. انتشر الفيروس عالمياً خلال عامي 1918 و1919، وظهر لأول مرة بين أفراد عسكريين في الولايات المتحدة خلال ربيع 1918. تقدر الإصابات بنحو 500 مليون شخص، أي نحو 30% من سكان العالم، وتراوح الوفيات عند أو فوق 50 مليوناً، بما فيها نحو 675 ألف وفاة في الولايات المتحدة. وكانت وفيات الشباب من عمر 20 إلى 40 عامًا من السمات البارزة لهذه الجائحة.

الجائحة الآسيوية 1957-1958 (H2N2)

أُبلغ عن فيروس A(H2N2) جديد في شرق آسيا في فبراير 1957، وظهر في هونغ كونغ في أبريل 1957، ثم انتشر إلى المدن الساحلية الأمريكية خلال صيف ذلك العام. وتقدر الوفيات العالمية بنحو 1.1 مليون حالة، و116 ألف وفاة في الولايات المتحدة. ويتكوّن الفيروس من ثلاثة جينات مختلفة من فيروس الإنفلونزا الطيور، بما في ذلك جينات الهيماغلوتينين H2 والنورامينيداز N2.

الجائحة 1968 (H3N2)

نتجت جائحة 1968 عن فيروس A(H3N2)، الذي يحوي جينين من فيروس الإنفلونزا الطيور، بما في ذلك هيماغلوتينينين H3 جديد، ويمتلك أيضاً نورامينيداز N2 من سلفه H2N2 لعام 1957. ظهر لأول مرة في الولايات المتحدة في سبتمبر 1968. وتقدر الوفيات العالمية بنحو مليون حالة، وفي الولايات المتحدة نحو 100 ألف وفاة، وكانت الغالبية من الوفيات بين كبار السن. ولا يزال فيروس H3N2 ينتشر كجزء من فيروسات الإنفلونزا الموسمية حتى اليوم.

جائحة H1N1 في 2009

كان فيروس H1N1pdm09 مختلفاً تماماً عن فيروسات H1N1 المنتشرة وقت الجائحة، حيث لم يكن لدى عدد من الشباب مناعة ضد الفيروس، بينما كان نحو ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً لديهم أجسام مضادة نتيجة التعرض لفيروس H1N1 أقدم في حياتهم. ونظرًا لاختلافه عن فيروسات H1N1 المنتشرة، لم يوفر التطعيم بلقاحات الإنفلونزا الموسمية حماية كبيرة ضد عدوى H1N1pdm09، في حين أن لقاحاً أحادياً التكافؤ لم يتوفر بكميات كبيرة حتى أواخر نوفمبر، بعد أن بلغت ذروة المرض خلال الموجة الثانية. وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الفترة من 12 أبريل 2009 إلى 10 أبريل 2010 سجلت 60.8 مليون حالة إصابة، و274,304 دخول إلى المستشفى، و12,469 وفاة في الولايات المتحدة بسبب هذا الفيروس.

الوقاية من الإنفلونزا

توصي الجهات الصحية بتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة وغير جيدة التهوية، والاهتمام بغسل اليدين بشكل منتظم وتجنب ملامسة العينين والأنف. كما ينصح بتناول كميات كافية من السوائل والمشروبات الدافئة، والإكثار من الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين C لتعزيز المناعة. وينبغي تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال والتخلص من المناديل الورقية فور استخدامها، إضافة إلى تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية كإجراء وقائي رئيسي.

شاركها.
اترك تعليقاً