تواجه كثير من الناس كحة مستمرة لا تختفي رغم استخدام أدوية الكحة الشائعة، وهذا يثير القلق حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الحالة. ليست كل كحة ناتجة عن نزلة برد عابرة بل قد تكون لها أسباب أخرى تتطلب تقويمًا دقيقًا. تشير مصادر صحية إلى وجود أسباب خفية وراء استمرار السعال، قد تتجاوز الأعراض البسيطة وتستلزم علاجًا موجهًا. فيما يلي عرض موجز لهذه الأسباب مع شرح موجز للأعراض المصاحبة وطرق التعامل وفق ما ورد من مصادر صحية.

أسباب خفية وراء الكحة المستمرة

الارتجاع المعدي المريئي

يعد الارتجاع المعدي المريئي من أكثر الأسباب شيوعًا للسعال المستمر. يحدث حين تصعد أحماض المعدة إلى المريء وتصل إلى الحلق محدثة تهيجًا مستمرًا يؤدي إلى السعال، خصوصًا أثناء الليل وبعد الوجبات. قد لا يربط كثيرون بين المعدة والكحة رغم وجود علاقة وثيقة بينهما. تشمل العلامات المصاحبة إحساسًا بحرقان في الصدر وطعمًا مرا في الفم وكحة تزداد عند الاستلقاء.

الحساسية الصدرية أو الأنفية

قد تكون الكحة نتيجة تحسس مزمن تجاه الغبار أو العطور أو وبر الحيوانات أو حبوب اللقاح. في هذه الحالة تكون الكحة عادة جافة وتزداد في أوقات محددة من اليوم أو في أماكن معينة. ما يميّز هذا النوع وجود حكة في الأنف أو العين وعطس متكرر، مع غياب ارتفاع الحرارة. يظهر السعال الجاف غالبًا دون وجود علامات عدوى حادّة.

التنقيط الأنفي الخلفي

يحدث عندما تتجمع الإفرازات الأنفية وتنزل إلى الحلق بدلًا من خروجها من الأنف، ما يسبب تهيجًا مستمرًا يسبب السعال. وتظهر علامات مثل الإحساس بوجود مخاط في الحلق وتكرار بلع الريق وبحة صوت أحيانًا. وهذه الحالة شائعة مع نزلات البرد غير المعالجة أو التهاب الجيوب الأنفية. في بعض الحالات تزداد الكحة مع التعرض للهواء الجاف أو أثناء النوم.

التدخين أو التعرض للدخان

قد يعاني غير المدخنين من كحة مزمنة نتيجة التعرض المستمر لدخان السجائر والملوثات الهوائية. غالبًا ما تكون الكحة مصحوبة ببلغم وتزداد في الصباح. أما المدخنون فالكحة قد تستمر وتتفاقم مع الاستمرار بالتدخين. تقليل التعرض للدخان وتحسين جودة الهواء يساعدان في تخفيف الأعراض.

بعض الأدوية

قد ترى كحة جافة كأثر جانبي لأدوية بعينها، خصوصًا أدوية ضغط الدم. تستمر الكحة طالما استمر تناول الدواء، وفي بعض الحالات قد تختفي عند تعديل الجرعة أو تبديل الدواء. يجب استشارة الطبيب قبل الإيقاف الذاتي لتجنب مخاطر أخرى. لا بد من متابعة الطبيب لتقييم السبب وخيارات العلاج البديل.

متى يجب القلق؟

استمرار الكحة لأكثر من 3 أسابيع يستدعي استشارة الطبيب. يجب الانتباه عند وجود ضيق في التنفس، فقدان وزن غير مبرر، دم في البلغم، أو ألم في الصدر. هذه العلامات قد تشير إلى حالة صحية تحتاج تقييمًا عاجلًا. يعتمد التقييم على التاريخ الطبي والفحص السريري وربما فحوص إضافية لتحديد السبب ووضع العلاج المناسب.

كيف تتعامل مع الكحة المستمرة؟

يبدأ العلاج الحقيقي من خلال تحديد السبب بدلاً من الاعتماد على مهدئات السعال وحدها. يمكن أن يشمل ذلك علاج الارتجاع المعدي المريئي، السيطرة على الحساسية، أو معالجة مشاكل الجيوب الأنفية للوصول إلى نتيجة فعالة. يعتمد اختيار العلاج على التشخيص الدقيق وما يحدده الطبيب المختص. تعاون المريض مع الطبيب وتقييم الاستجابة للعلاج يخفف من حدة الكحة بشكل فعال.

شاركها.
اترك تعليقاً