تؤكد الأطباء أن مرض السكر من النوع الثاني لا يصيب البدناء فقط، بل يمكن أن يصيب النحفاء أيضًا. تشير الملاحظات الطبية إلى وجود حالات عند النحفاء يظهر فيها مقاومة الأنسولين ويظهر المرض رغم الوزن الصحي. العامل الحاسم ليس الوزن بل الطريقة التي يتعامل بها جسمك مع السكر وتجاوب الخلايا مع الأنسولين.

ما الذي يحدث داخل جسمك؟

عند تناول الطعام، تفكك الكربوهيدرات إلى جلوكوز يدخل الدم، ويساعد الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس على نقله إلى خلايا الطاقة. إذا لم تستجب الخلايا للأنسولين بشكل كافٍ، يزداد البنكرياس في الإنتاج لتعويض النقص. مع مرور الوقت قد يتعب البنكرياس وتتصاعد مستويات السكر في الدم وتتطور الإصابة بالسكر. وتوضح الدكتورة فريندا أجراوال أن السمنة تظل عاملًا رئيسيًا، لكن وجود وزن صحي لا يمنع احتمالية المقاومة في وجود عوامل أخرى مخفية.

قد يظهر لدى بعض النحفاء وجود دهون حول الكبد أو البطن مما يعزز احتمال مقاومة الأنسولين. كما أن الوزن قد يكون صحياً لكن يظل وجود عوامل أخرى مخفية يرفع الخطر. وبالتالي فإن الخطر ليس مرتبطاً بالوزن وحده بل بآلية توزيع الدهون والتغيرات الهرمونية في الجسم.

الأشخاص الأكثر عرضة للنحفاء

يذكر أخصائيو الغدد أن النحفاء الذين يملكون كتلة جسم طبيعية قد يحملون دهونا حول الكبد أو البطن، وهو ما يعزز احتمال مقاومة الأنسولين. كما أن التاريخ العائلي للإصابة بالسكري أو وجود استعداد وراثي قوي يزيد من المخاطر. وقد يظهر سوء التغذية سابقاً، حتى وإن لم يتغير الوزن، من خلال الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة والأطعمة المصنعة.

قد يعزز الإجهاد المزمن وقلة النوم المخاطر لدى النحفاء، كما أن الوظائف التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة وتدني ممارسة الحركة تزيد من احتمال التطور. لذلك يجب الانتباه إلى هذه العوامل مع وجود تاريخ عائلي أو علامات تحذيرية. وتؤكد الآراء الطبية أن الوقاية المبكرة تحتاج فحصاً منتظماً وتعديل نمط الحياة.

تفاعل الوراثة مع البيئة

تشير الاستشارات إلى أن الوراثة والبيئة يتفاعلان بشكل مركب، فقد يرث بعض الأشخاص بنكرياس يعاني من صعوبة في تلبية احتياجات الجسم من الأنسولين. وقد يحمل آخرون جينات تجعل خلاياهم الدهنية أقل قدرة على تخزين الطاقة، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد والعضلات حتى وإن كان الجسم نحيفاً. هذا يبيّن أن التوازن بين العوامل الوراثية والبيئة يحدد مدى احتمال ظهور المرض لدى النحفاء.

ويجب الانتباه إلى علامات خفية تشير إلى وجود السكري عند النحفاء. وتشمل التعب المستمر حتى مع النوم الكافي والعطش المستمر وكثرة التبول. كما قد يظهر صعوبة في التركيز، وتآكل الرؤية أحياناً، وتراجع التئام الجروح. إذا ظهرت هذه العلامات، فحص مستوى السكر في الدم والهيموجلوبين السكري مهم، فالتدخل المبكر يغير مسار الحالة.

علامات تحذيرية وكشف مبكر

تشير العلامات إلى وجود السكري عند النحفاء، ومنها التعب المستمر حتى مع النوم الكافي والعطش المستمر وكثرة التبول. كما قد يظهر صعوبة في التركيز، وتشوش الرؤية أحياناً وتآكل التئام الجروح. إذا ظهرت هذه العلامات، فحص مستوى السكر في الدم والهيموجلوبين السكري مهم، فالتدخل المبكر يغير مسار الحالة.

نصائح التحكم والوقاية

يمكن التحكم بالمرض لدى النحفاء من خلال تبني نمط حياة صحي وتدخل مبكر. ابدأ بتناول أطعمة كاملة وكربوهيدرات معقدة وبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية، وتجنب المشروبات السكرية والوجبات المصنعة. مارِس نشاطاً بدنياً منتظماً يجمع تمارين القلب مع تمارين القوة لتعزيز استجابة الجسم للأنسولين والاستقرار في سكر الدم. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً وتخفيف التوتر، فهما عاملان أساسيان في التنظيم الهرموني ومقاومة الأنسولين.

إذا كان لديك تاريخ عائلي أو علامات تحذيرية، فإجراء فحوصات دورية مهم. فحص سكر الدم الصائم أو الهيموجلوبين السكري يساعد في الكشف المبكر وتحديد الحاجة إلى التدخل. التدخل المبكر يمتلك أثرًا كبيرًا في الحد من المضاعفات وتحسين النتائج على المدى الطويل. ولا تغفل متابعة التقدم مع أخصائي الغدد لضبط الخطة حسب التطور الشخصي.

كيفية التحكم بالسكر لدى النحفاء

تؤكد المتخصصة أن السيطرة ممكنة من خلال تعديل النظام الغذائي وتبني عادات صحية منذ البداية. اختر أطعمة كاملة وكربوهيدرات معقدة وبروتينات قليلة الدهون إضافة إلى الدهون الصحية، وتجنب المشروبات السكرية والوجبات المصنعة. اجمع بين تمارين القلب وتمارين القوة مع النوم الكافي من 7 إلى 9 ساعات وتخفيف التوتر لتحسين استجابة الجسم للأنسولين. احرص على فترات متابعة منتظمة مع أخصائي الغدد لضبط الخطة وفق تغيرات الحالة.

شاركها.
اترك تعليقاً