توضح وزارة الصحة أن قشرة الرأس عند الرضع حالة جلدية شائعة في الشهور الأولى من العمر وليست خطيرة. وتظهر عادة كطبقة لامعة أو قشور صفراء أو بيضاء تتركّز خاصة في أعلى الرأس وخلف الأذنين، وقد تمتد في بعض الحالات إلى الحاجبين أو جوانب الأنف. ولا تسبب القشرة ألمًا أو حكة للرضيع وتختلف عن حالات جلدية أخرى مثل الإكزيما أو الحساسية. ومع العناية اللطيفة غالبًا ما تزول من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.

تظهر القشرة عادة خلال الأسابيع الأولى من الحياة وتستمر حتى نحو عام. يكون المظهر غالباً بوجود قشور لامعة أو طبقات جافة بلون أصفر أو أبيض، وتتركز في فروة الرأس العلوية وخلف الأذنين. في بعض الحالات، قد تمتد القشرة إلى الحاجبين أو جوانب الأنف، لكنها غالباً لا تسبب أي انزعاج للرضيع. يميزها عن حالات جلدية أخرى بأن الرضيع عادة لا يشعر بالألم أو الحكة.

أسباب القشرة عند الرضع

يرجّح الأطباء أن السبب الرئيسي يعود إلى فرط نشاط الغدد الدهنية في فروة الرأس بسبب تأثير الهرمونات التي تنتقل من الأم أثناء الحمل، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الزيوت وتراكم خلايا الجلد الميتة. كما أن وجود فطر Malassezia الطبيعي على الجلد يمكن أن يساهم في تفاقم الحالة، إذ ينمو في البيئات الغنية بالدهون ويحدث تقشرًا بسيطًا واحمرارًا خفيفًا. ولا يغفل العامل الوراثي، فالأطفال الذين لدى آبائهم تاريخ من أمراض جلدية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.

هل القشرة معدية؟

لا تعتبر القشرة معدية ولا تنتقل من طفل إلى آخر. كما أنها ليست علامة على سوء النظافة، بل هي تفاعل جلدي مؤقت ناتج عن تغيّرات فسيولوجية في فترة الرضاعة. يستطيع الآباء الاطمئنان بأن الاهتمام اللطيف وتجنب الخدش كافٍ لتخفيف الأعراض وتلافي التهابات ثانوية.

كيفية العناية بفروة الرأس

تؤكد الإرشادات الطبية على العناية اللطيفة دون اللجوء إلى أدوية قوية. ابدئي بترطيب المناطق المصابة بزيت الأطفال الخفيف أو الفازلين لمدة 20 إلى 30 دقيقة قبل الاستحمام، مما يساعد على تليين القشور ويسهّل نزعها بلطف. اغسلي شعر الرضيع بانتظام باستخدام شامبو لطيف مخصّص للأطفال وخالٍ من العطور والمواد المهيجة، مع تدليك فروة الرأس برفق بأطراف الأصابع أثناء الغسل. ثم استخدمي فرشاة ناعمة أو مشطًا ذو أسنان دقيقة لإزالة القشور بلطف بعد الترطيب وتجنّبي الخدش القاسي.

متى تستدعي القشرة القلق؟

استشارة الطبيب مطلوبة إذا ظهرت علامات احمرار شديد أو تشققات في فروة الرأس، أو إذا ظهرت إفرازات أو التهابات حول المناطق المصابة. كما تستدعي القلق إذا انتشرت القشرة إلى مناطق واسعة من الوجه أو الجسم. قد يحتاج الرضيع حينئذ إلى تقييم إضافي أو علاج موضعي يحد من المشكلة وتفادي مضاعفات، ويحدد الطبيب نوع العلاج المناسب وفق عمر الرضيع وظروفه.

نصائح وقائية للأمهات

احرصي على نظافة فروة الرأس بشكل متوازن دون الإفراط في الغسل حتى لا تفقد البشرة زيوتها الطبيعية. استخدمي دائمًا منتجات مخصّصة للأطفال وخالية من العطور والكحول. احرصي على تهوية فروة الرأس وعدم إبقاء الطفل بقبعة لفترات طويلة. إذا استخدمت الزيوت الطبيعية فاختاري الأنواع الآمنة مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون النقي.

مع الوقت والرعاية البسيطة، تزول القشرة تدريجيًا وتستعيد فروة رأس الرضيع توازنه الطبيعي دون مضاعفات. لا تحتاج الحالات البسيطة عادة إلى أدوية، ويجب تجنّب استخدام أدوية قوية دون إشراف طبي. إذا استمرت القشرة أو ظهرت أعراض جديدة، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب وفق عمر الرضيع.

شاركها.
اترك تعليقاً